16 نوفمبر، 2024 5:28 ص
Search
Close this search box.

أول علماني يرفع الراية البيضاء ويقول: نعم للقانون المحمدي في قضايا الزواج

أول علماني يرفع الراية البيضاء ويقول: نعم للقانون المحمدي في قضايا الزواج

ربما ينظر البعض الى هذا الطرح الجديد على أنه مجرد فكرة مجنونة أو غير واقعية من شخص مُنفعل أو يخلط الأمور ببعضها، لكن الواقع المزري قد يدفعنا أحياناً الى المضي في طرق نحن أنفسنا لم نتوقع يوماً أننا سنسلكها .

والواقع المزري الذي أعنيه في كلامي هو واقع الأزواج المسلمين أو الشرقيين داخل وخارج بلدانهم، وما يحصل من طلاق مقترن بشروط تعسفية ظالمة وما ينتج عنها من تفسخ اجتماعي يكون ضحيته أطفال لاذنب لهم .

على سبيل المثال، هل تعلم عزيزي القارئ كم من النساء الشرقيات فور وصولهن الى دول المهجر (أمريكا وأوربا وكندا وأستراليا وغيرها..) يطلبن الطلاق من أزواجهن بعد مدة قصيرة من وصولهن الى تلك الدول؟ وهل تعلم أن الزوجة في تلك الدول تستطيع أن تسجن زوجها بكلمة واحدة تدلي بها الى الشرطة؟ وغالباً ما تكون تلك الكلمة باطلة، كاتهام كاذب بالتعنيف الأسري أو تعنيف الأطفال أو اتهامات ما أنزل الله بها من سلطان!

وهل تعلم أن هذه القوانين التعسفية تتيح للمرأة الشرقية أن تخون زوجها وتزني علناً وتحت حماية القوانين الغربية دون أن يستطيع الزوج أن يفتح فمه ويحاسبها؟! وأحياناً يحصل ذلك بمساعدة بعض الرجال الفاسدين القادمين من دول الشرق أيضاً والذين يصطادون في الماء العكر؟!

وقد حصلت حالات كثيرة أيضاً كانت المنتصرة فيها المرأة الشرقية والضحية هو الرجل (الغربي) ، نعم الرجل الغربي أيضاً وقع في الكثير من الأحيان في مصيدة المرأة الشرقية التي استغلت قوانين بلاده أبشع الاستغلال، ومثال على ذلك ما قامت به امرأة شرقية تزوجت ضابطاً أمريكياً كان يعمل في بلدها، وهاجرت معه الى بلده، وهناك رزقت منه ببنت، ولكن بعد مدة رفعت عليه دعوى قضائية وانتصرت عليه وتطلقت طلاقاً مشروطاً بشروط تعسفية ونفقات كبيرة، وهي اليوم تسكن مع عشيقها في بيت أمام بيته .

علماً بأن الغربيون عندما يقررون الانفصال ينفصلون بهدوء بلا دعاوى قضائية وبلا حروب ولا انتقام في أغلب الأحيان، بل يجعلون من انفصالهم بداية لعلاقة أخوية هدفها رعاية أطفالهم.

لو أردتُ أن أسرد الحالات والقصص التي وصلتني لتطلب الأمر أن أؤلف كتاباً ضخماً لكثرة تلك القصص المؤلمة، والأمر ليس خافياً، بإمكانكم الدخول الى مواقع أنستغرام وتيك توك لتشاهدوا بأم أعينكم تلك النساء المحتفلات بطلاقهن من خلال فيديواهاتهن وهن شبه عاريات يرقصن ويتغنجن أمام الكاميرات، أو متباهيات بالعشيق الجديد الذي قد يكون غربياً أو شرقياً؟!

حالات الطلاق تحصل أيضاً وبكثرة في الدول الشرقية، ولكن في الكثير من الأحيان لايتعرض الزوج الى الظلم الكبير الذي قد يتعرض له لو كان في الخارج، ولا يداس بالأحذية ولا يطرد من بيته ولا يبيت في الشارع أو في السجن، لأن الزوجة في الدول الغربية بإمكانها من خلال الاتصال بالشرطة أن تجعل زوجها يوضع كالخروف في سيارة الشرطة مكبل اليدين ويقاد كالمجرمين.

أعلمُ أن الكثيرين سيهاجمونني لأنني أول علماني يطرح هذا الطرح الذي قد يعتبره البعض مناهضاً للقانون المدني، لكنني أقول وبكل صراحة: لقد أثبتت التجارب أن الدين الإسلامي يقدم أفضل نظام للأسرة المتماسكة فيما لو تم تطبيقه بالشكل الصحيح الذي يضمن حقوق الطرفين وليس بشكل انتقائي، وأوجه دعوتي الى العلمانيين والملحدين وحتى أبناء الديانات والشرائع السماوية الاخرى، لاتوجد مشكلة إذا كنتَ لاتؤمن بالإسلام ولا تؤمن بأن محمد نبي، لكن هذا الرجل جاءنا بقوانين رائعة تبني لنا مجتمعاً متماسكاً قوياً لامكان فيه للظلم، فإذا كان القانون المحمدي يحميني ويحمي أسرتي فأنا سأكون أول الداعين لتطبيقه والاستفادة منه، علماً بأن الكنيسة والحق يقال مارست دوراً جيداً في الحفاظ على الأسرة لم تمارسه المراكز الإسلامية شبه المعطلة في الخارج .

ولطالما كنتُ من المعارضين للأحزاب الإسلامية (السنية والشيعية) الحاكمة في العراق، واتهمتهم بأنهم سبب كل الفوضى والمشاكل والفساد المالي والإداري، لكن الأمر اليوم يتعلق ببناء الأسرة التي هي نواة المجتمع، فهل تستطيع على الأقل هذه الأحزاب أن تطبق الشريعة الإسلامية في قضايا الزواج؟! وهل تستطيع حكومات الدول ذات الأغلبية المسلمة أن تخاطب دول الغرب بشأن تحكيم قضاة مسلمين في هذه القضايا؟

كما أود أن أوضح للذين قد يتهمونني بأني منحاز الى الرجل على حساب المرأة، قبل أن توجهون الي أصابع الاتهام، إسألوا الأزواج الذين عانوا من هذا الظلم عن قصصهم ومآسيهم في الغربة، وأحدهم يجلس أمامي الآن وقد تعرض مرتين للسجن في أمريكا بسبب بلاغات كاذبة من زوجته، كما تم منعه لمدة سنتين من اللقاء بابنه، حتى أن الطفل نسي أن عنده أب! وهذه قصة من بين آلاف القصص التي حصلت ومازالت تحصل لعرب وأتراك في الخارج.

وباختصار شديد، يجب أن نعود الى الشريعة الإسلامية على الأقل في قضايا الأسرة، وأن نبني عقولنا وفق المنظومة الإجتماعية الرصينة التي أسسها الدين الإسلامي، وذلك لإنهاء حالة التفسخ الاجتماعي والانفلات والعهر والتفكك، ومن أجل أن ينعم أطفالنا بالعيش في بيئة صالحة وينشأوا نشأة سليمة تجعل منهم مواطنين صالحين .

أحدث المقالات

أحدث المقالات