تهميش: جعله على الهامش , عدم إعطائه أهمية
التكديش: من الكَدَّاش وتعني الشحاذ.
التهميش آلية لتحويل الناس إلى شحاذين أو عبيد متسولين حول كراسي القابضين على مصيرهم , وهي سياسة متّبعة على مر العصور في أنظمة الحكم التي أذاقت البشرية زقوم الحياة , وفي جوهرها وسيلة إستعبادية إمتهانية وتدميرية للوجود البشري.
فما أن تهمش مجموعة من الناس إلا وتعاني من الإذلال , والظلم ومصادرة الحقوق والتحكم بلقمة عيشها , والقبض على وجودها بالحرمان من الحاجات الضرورية لبقائها , مما يدفعها لمغادرة البلاد وترك ما لديها من حقوق وممتلكات.
وقد لعبت هذه الأساليب دورها , وتطورت في زمننا المعاصر , ولبست لبوس المبادئ والقيم النبيلة السامية , وتدخل الدين فيها وعبر عن ممارساته الشرسة في التهميش والتكديش.
وفي مجتمعات عربية ومسلمة ينوء الناس من هذه السياسات , التي تفتك بهم وتذيقهم القهر والمعاتاة اليومية , وتجعلهم يعيشون في رعب وفقدان أمن مروع , وذلك بتشجيع الإختطاف والقتل والإعتقال والتعذيب , والنيل من كرامة وعزة المواطن.
ويتم تعزيزها من قبل القوى المستفيدة منها , والتي تتحقق أهدافها ومشاريعها بجهود المُدربين على الفتك بأبناء بلدهم.
وهناك عدد من المجتمعات , التي فتكت المجاميع المؤدينة بوجودها الوطني , وحاربت هويتها وما يمت بصلة إليها , وكأنها تريد أن تلغيها , وتسيِّد عليها مسميات عرقية وعنصرية , ذات طاقات تهميشية وتناحرية للنيل من أبناء المجتمع وتدميرهم ببعضهم.
وهذه التوجهات العدوانية الإمحاقية ستنتهي حتما لأنها , لا تتوافق وإرادة التأريخ ومنطق الأجيال المتواصلة فوق التراب , وإن توهم البعض بأنها تعطي أكلها , فذلك إنحراف في التفكير وتصور قاصر ورؤية من زاوية حادة.
إن المجتمعات الحية خالدة في ربوع الحياة , ولن تئدها إرادة الشرور والبغضاء وقوانين الرذيلة , ولسوف تكون بفضائلها الراسخة وبقيمها السامية الباهية العلياء.
فتحية للمتمسكين بجوهر وطنيتهم وهويتهم الشماء!!