18 ديسمبر، 2024 6:47 م

اللغة الوطنية طوق نجاتنا!!

اللغة الوطنية طوق نجاتنا!!

السائد فيما يُنشر إستعمال مفردات وتكرارها حتى ترسخت في الوعي الجمعي , وأصبحت من الثوابت الفاعلة في الحياة اليومية للمواطنين , وهي كلمات سلبية ذات دلالات تفريقية وبغضاوية , وتقرن بهذيانات عاطفية , وروايات وقصص مفبركة , لتزيدها تأججا وفاعلية وتأثيرا في حياة الناس.
ومن هذه الكلمات المذهبية , الطائفية , وما يتصل بهما من مصطلحات سادية المفعول والقبول .
وتجدنا أمام طوابير أقلام تكررها , بصيغة النقد والرفض وآليات أخرى , ظنا منها بأنها تساهم في التعافي منها , وفي الواقع أن تكرارها المتواصل تسبب بتحويلها إلى داء سرطاني , ووباء نفسي سلوكي مهيمن على الجميع.
وعندما تطلع عما ينشر في وسائل الإعلام المتنوعة في الدول الأخرى في شرق الأرض وغربها , لا تجد ترويجا لهذه المفردات , ولا إنتهاجا يقدم الحالة السالبة على أنها المهيمنة والمتسيدة على الوجود في البلاد.
بل أن التركيز على الكلمات الإيجابية المساهمة بتعزيز التلاحم الوطني , والقدرة على صناعىة الحاضر الأقوى والمستقبل الأفضل , فالمجتمعات القوية لا تسمح بتداول مفردات عقيمة ذات تأثيرات سيئة على المجتمع بأي أسلوب كان.
وفي مجتمعاتنا تنهال على الصحف والمواقع ووسائل الإعلام , الكتابات المؤججة لما يضر الوطن والإنسان , وإن كانت تهدف إلى غير ذلك , لكن تكرار السيئ من الكلمات والمصطلحات يساهم في صناعة التيارات المدمرة للوطن والإنسان.
ولهذا فأن من الواجب والمسؤولية أن تترفع الأقلام عن تداول المفردات السلبية , وتسعى لبناء معجمية إيجابية قادرة على تأهيل الإنسان , وتكون معبِّرا صادقا عن الإرادة الوطنية الجامعة المانعة للضعف والهوان.
وهذه مسؤولية الأقلام التي تتخبط في التعبير عن وطنيتها , وتعجز عن وضع أفكارها في عبارات واضحة.
فهل لنا أن نتبصر ونتيقظ , ونكتب بمداد الكلمة الطيبة , وننتبه للكلمة الضارة كشجرة الزقوم؟!!