لقد وضع الله في قانونه السماوي اوليات وقوانين لا يمكن ان نتجاهلها او نعبر من فوقها وكأننا لانعرف وخلق الحياة الدنيا ووضعها بمنازل ودرجات فأعطى الاهمية بعد عبادته الى الوالدين ولو اراد ابن آدم ان يدخل الجنة وايمانه بربه بعيدا عن الشرك فقيامه بعناية والديه واهتمامه بهما تدخله الجنة.. ولقد اوصانا القرآن الكريم بعدة آيات فيهما وذكرت الاحاديث النبوية الشريفة توصيات النبي الاكرم بالاهتمام بهما وحديث الجنة تحت أقدام الامهات له مدلول كبير في خلق الانسانية جمعاء فالأم هي اللبنة الاولى في حياتنا واول شيء نتذوقه في هذه الحياة حليب الأم… ولكننا بني البشر ننسى احيانا وتأخذنا مشاغل الحياة بعيدا عن مجريات الواقع فنبتعد ربما لأسباب اخرى غير مهمة او نستطيع تأجيلها كونها تدخل ضمن مظاهر الحياة وخاصة اذا ما علمنا اننا اليوم نأكل من اجل المظاهر ونلبس ايضاً للمظاهر وربما نركب سيارات ضخمة لمظهرها ايضاً.. والفاجعة تأتينا غفلة عندما نفقد احد محبينا او اقاربنا اوربما مجرد صديق ولكنه عزيز على قلوبنا…
اليوم اكتب لكم قرائي الكرام عن احد اصدقائي في مواقع التواصل الاجتماعي هو الاستاذ يوسف السالم من مناطق جنوب الموصل واعتقد من ناحية القيارة هذا الانسان الذي وجدت فيه بر لوالديه لا استطيع وصفه بكلماتي هذه وخاصة عندما كتب قبل مدة خبر وفاة والدته رحمها الله
فوجدته بعدها يعيش حياته الخاصة تحت تأثير رحيل والدته ويتمنى ان تكون معه في الصغيرة والكبيرة فتارة تراه يتمنى ان يأتي العيد وهي معه لتشاهد ملابس ابناءه الصغار الذين اشتراها لهم وتاره يخاطب اباه بان موعدهم في الجنة. وفي كل مقالة او تعليق اجد طلبه من الاصدقاء ترحموا عليهم ويطلب لهم الرحمة والمغفرة وبصراحة ان الاستاذ يوسف نعم الابن لهكذا عائلة زرعت الطيب فأثمرت الدعاء بعد الموت وهذا يأتي كدليل قاطع للحديث الشريف
((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له))..
نعم ايها انك تحب امك وأباك واي حب هذا الذي وضعتهم دوما في عالم الحسبان لا عالم النسيان..
واي سعادة تشعر بها وانت تربي ابنائك على المحبة والطيبة ومساعدة الناس والاستفادة من ذكريات الاهل الذين لولاهم لما وصلنا لما نحن فيه الآن من شهادات علمية او منازل نأوي لها نحن وعوائلنا…. نعم استاذنا الفاضل
محبة لوالدتك وشعورك بفقدانها وقبلها فقدان والدك لن يأتي من فراغ ولكنه زرع للإنسانية وحب الآخرون يسري في دمائنا لا نستطيع التخلي عنه… فهنيئا لأمهاتنا بما زرعن من الخير وقيامهن بمتابعتنا بالصغيرة والكبيرة وهنيئا لآبائنا بما تعبوا وحرصوا وواصلوا الليل مع النهار لتربية ابنائهم وتماسك عوائلهم.. وهنيئا لك يايوسف بهذا البر الصحيح ودعائك لهم في كل مناسبة وانت تتذكر مواقفهم الطيبة معك..
رحم الله والدين صديقي الصدوق الاستاذ يوسف السالم
لأنه من ذرية الابرار الصالحين الراحمين الواصلين الارحام.. وان شاء الله تكون منزلتهم جنان الخلد مع الشهداء والصديقين.. مع الذين يقال لهم ادخلوها بسلام آمنين…
وانكم ايها العزيز خير خلف لخير سلف.. وفقكم الله وحفظكم من كل سوء انه نعم المولى ونعم النصير…