23 ديسمبر، 2024 7:54 م

((مرة اخرى)) ستورطنا المرجعية

((مرة اخرى)) ستورطنا المرجعية

في خطبة الجمعة الجمعة الماضية ( 22/11/2013  ) حث ممثل المرجعية في كربلاء المؤمنين الغرقى بمياه الامطار وضحايا الارهاب والفساد بالذهاب مرة اخرى لصناديق الاقتراع وعدم الانجرار وراء ردود افعالهم الشيطانية بمقاطعة الانتخابات وعدم الذهاب لتحديث سجلاتهم الانتخابية وحملهم المسؤولية كاملة عن الاوضاع المزرية التي يمرون بها خلال السنوات العجاف الماضية  نتيجة سوء اختارهم في الانتخابات الماضية ودعاهم الى اختيار الجيد والكفوء في الانتخابات القادمة لتغيير حالهم نحو الاحسن.. وهذا التبسيط للأمور ليس غريبا على رجال الدين خاصة عندما يكون النظام السياسي متطابقا تماما مع مصالحهم المشروعة والغير المشروعة لهذا نراهم يستقتلون في ايجاد الاعذار له وهم يعلمون جيدا ان هذا النظام السياسي الذي باركوه وشيدوا اساساته ودعموه بأيديهم واسنانهم هو نظام فاسد من قمة راسه الى اخمص قدميه  وان رموزه الكبار يتهم بعضهم الاخر بالفساد وقتل الناس بالكاتم والواصق والمفخخات في بيوتهم وشوارعهم واماكن عبادتهم ومقاهيهم واماكن لعب اطفالهم  .. وان مثل هذه الصفات وهذه الاعمال المشينة والاجرامية لأي نظام سياسي في العالم لا يمكن تصنيفها تحت خانة ( باي عمل ) حينما يقول ممثل المرجعية (رغم ان الناس تتأثر باي عمل من السلطة التنفيذية مما يجعلهم يقولون: لو لم ننتخب لكان افضل)و(باي عمل ) هذا لا يشمل السلطة التشريعية والقضائية لا نه ربما يعتقد انها مجرد ديكورات  .. ولطالما ادعت المرجعية انها (ضمير الشعب ) وكلمه ضمير تعني افراط في الحساسية للروح والقيم الانسانية النبيلة وليس التفريط بها وهي تشاهد بلد ينهب وشعب يذبح كل دقيقة من الوريد الى الوريد وهي تتفرج وفي خطبة الجمعة تقول لهذا الشعب نحن ابرياء والنظام السياسي ورموزه الوطنية كذلك ابرياء وانت المجرم لأنك(اسأت الاختيار ) وهذا ما قاله ممثل المرجعية على رؤوس الاشهاد ((ن الناخب اذا ما اساء الاختيار في المرة الاولى ففي القادمة لا يسئ وكذلك من اشتبه ففي المرة الاخرى لا يشتبه)) ونحن لا ندري عن اي (مرة الاولى ) يتحدث ممثل المرجعية وهو يحاول جاهدا التغطية على(المرة الرابعة ) لشعب يذهب الى الانتخابات (ويسئ الاختيار ) ويعيد انتخاب نفس الرموز الفاسدة  من الجمعية الوطنية ولحد الان … والمفروض من رجل الدين ان يكون صادق وواضح وامين ولا يلف او يدورلانه يعتقد والناس في عقلها الباطن تعتقد انه وكيل الله على الارض وقوته من قوة الله… وقال ممثل المرجعية ايضا ((ولاشك ان الانتخابات حالة من الحالات الصحية التي تحمينا كشعب واجيال وبلد من الاخطار الكبيرة)) ان مثل هذا الكلام يمكن ان يقوله قداسة بابا في روما او مدريد وليس ممثل المرجعية في وسط  حقل الالغام العراقي الممتد من البصرة الى الموصل وحيث يعيش الناس كأنهم في يوم المحشر الفساد يقتل ضمائرهم والارهاب يقتل اولادهم وفي هكذا وضع شاذ ممثل المرجعية يتحدث عن شعب واجيال وبلد وعن اخطار كبيرة وعن انتخابات وكانه يعيش في الجنة وليس وسط شعب يتعرض للإبادة الجماعية باعتراف نظامه السياسي الفاسد نفسه ناهيك عن المنظمات الدولية.. . وخاطب ممثل المرجعية المؤمنين  قائلا((والتداول السلمي طريقه الانتخابات وتغير الحياة السياسية طريقها الانتخابات وكذلك الواقع يتغير بحسن الاختيار)) وهنا يتصور السيد ان الانتخابات حلالة المشاكل ويخلط بينها وبين الديمقراطية فالنظام البائد قبل 2003 لم يكن ديمقراطيا ولكنه كان يقيم اعراس انتخابية لإضفاء شرعية دولية على نظامه الاستبدادي القمعي واليوم افعاله يعاد انتاجها بصورة اكثر همجية لان النظام السياسي الطائفي بعد 2003 مفروض بالنار والحديد على الشعب العراقي بواسطة استفتاءات وانتخابات جرت في ظروف غير طبيعية و حدث فيها تزوير كبير بواسطة حركات وتيارات واحزاب ومؤسسات اغلبها دينية قادتها كانوا ولا زالوا عملاء ارتباط لقوى دولية مشبوهة تزودهم بالمال وادوات القتل الاجرامية لاحتكار مناطق نفوذهم الطائفية الدينية عن طريق احتواء او تصفية اي شبح مدني او وطني يولد او يتواجد فيها واصبحوا هؤلاء مثل الحرباء التي تغير لونها قبل كل انتخابات لخداع المواطن البسيط ليقع في فخها وهو يتصورانه انتخب غيرها وليكتشف بعد الانتخابات ان نفس الافاعي عادت الى  السلطة التشريعية والتنفيذية وتغيرت مواقعها فقط ومن غير المعقول ان المرجعية تجهل هذه اللعبة وهناك احتمال كبير ان تكون رهينه بيد هذه الافاعي التي ترفض حتى تشريع قانون ولو تافه للاحزاب مثلما كانت رهينه بيد النظام البائد قبل 2003 لاجبارها على قصل الدين عن السياسة.. لهذا فكلام ممثل المرجعية على ان ((التداول السلمي ))و((تغيير الحياة السياسية ))و((كذلك الواقع ))ب((حسن الاختيار )) هو خداع وتظليل  لوجود مثل هذه النخب الطائفيةوالسياسية الرثة والفاسدة المرتبطة بالخارج وبيدها قوة المال والسلاح كانها قوات احتلال …………