23 ديسمبر، 2024 8:23 م

الشعب بين “هولوكوست” الحويجة و”هولوكوست” الفلوجة..؟!

الشعب بين “هولوكوست” الحويجة و”هولوكوست” الفلوجة..؟!

يظل للعقل وضبط النفس دورهما في تسوية الأُمور والوصول بها إلى نهايات طيبة. ليس مطلوباً المزيد من خطف الحاضر والخطف المضاد للمستقبل. المطلوب وقف كل هذا الصراع الذي يستهلك الجميع. من الطبيعي تسوية نتائج الخطف. بقي الخطف الآخر: خطف الشعب المازال يقتل ويذبح ولم تعد الأرض تتسع لدفن قتلاه. نسبة الأبرياء في القتل إلى ذوي العلاقة بالصدام والصراع هي 70%. إذن فهي ثورة حقاً. ولكنها ثورة يدفع ثمنها الأبرياء أولاً وثانياً وثالثاً. ينقصها قيادة موحدة لا تفرط بحقوق منسوبيها وثوارها. الثورة يتيمة لكن غنية بالمشاعر ينقصها أب يرعاها يؤتمن على موروثها ووريثها حتى يتسلم وارثها الحقيقي الراية. ثورة سلمية قائمة منذ عام ولم تحرك ساكن. سوى محافظتها على سلميتها وتضحيتها بالمزيد من قناديلها الذين تقتلهم المليشيات الحكومية بوشاية داخلية. البعض يرمي باللوم المشترك عليها وعلى الحكومة. معللاً بأننا كنا ومازلنا أسوأ الشعوب وأكثرها حاجة للهداية. ولأننا أسوأ الشعوب فحكامنا أيضاً أسوأ الحكام. وأن هذا هو السبب في أن الله اختار لنا أسوأ الحكام. فإن لم نكن بهذه الدرجة من السوء، فما تفسير ما يجري لنا، ولماذا نحكم بالسوط والعصا والسجن والقتل.؟.. لماذا يملك الحاكم سلطة الحياة والموت وهي، في الأديان، جزء من سلطة الله..؟
ثمة رأي آخر هو الصواب بعينه: يعتبر أن الظلم والتطرف في القتل يخلق التطرف في ردود الفعل. “النصرة” و”داعش” مولودان من رحم نظام طهران- المالكي. حين ترفضني حياً وتملك القدرة والسلاح لقتلي هل تتوقع أن أفتح صدري لك وأقول: أقتل. حتى الحيوانات تدافع عن نفسها وبقائها. الهر يخمش بأظافره إن حصرته. ما يحدث في العراق هو أن الإهزوجة والتظاهرة يواجهان الكاتم والمدفع والطائرة وبراميل الموت. كل ما يتجاوز هذا هو بعض رد الفعل لا الفعل. في بداية الأُمور كانت الناس تطلب الحرية لا الإنتقام. الشهيد الأول في هذا الصراع كان طفل في نينوى وثانٍ في الفلوجة، ثم توسعت دائرة القتل بحق المعتصمين السلميين حتى بلغت (هولوكوست الحويجة) الذين قتلتهم قوات المالكي (سوات- swat) بتهمة التظاهر والهتف ضد نظام المالكي (وحده لاشريك له). هل كان هؤلاء الشهداء من النصرة أو داعش أو كان لهذين التنظيمين حضور أو ذكر، أو كانا قد ولدا أصلاً في العراق..؟.. القتل يلد القتل والتطرف يلد التطرف والجنون يلد الجنون ورفض الآخر يلد رفضه.
ومازلنا في أول الطريق، والقادم أعظم..!