” إن حسيننا ليس دموعا فحسب, وإنما هو مشروع, وإن حسيننا ليس مجرد قائد فحسب, وإنما هو نهج, وأن حسيننا ليس حروفاً وبعض كلمات, إنما هو عنوان” السيد عمار الحكيم_ رئيس تحالف قوى الدولة.
ينظر بعض الناس, لما جرى في كربلاء عام 10 محرم سنة 61 للهجرة, على أنه حزن لما جرى, بتلك الواقعة الأليمة؛ التي أقل ما توصف بالجريمة الإنسانية, المخالفة لكل القيم والأخلاق, فقد تم قتل جميع من وقف, بصف الحسين عليه الصلاة والسلام, ووصل القتل حتى للطفل, الذي طلب له الحسين شربة ماء, ولا عجب من جيش, قام بتلك الجرائم, فقد كان همهم إرضاء الحاكم, وغرتهم وعوداً بالحصول على الجوائز, من أموال وضياع, فما هو السبب, الذي جعل ذلك الجيش, الذي وصفه المؤرخون بالعرمرم, وعدته على أقل التقديرات, بأكثر من أربعة آلاف مقاتل, مُدَجَّجين بأنواع السلاح؟
عندما وصل الحسين عليه الصلاة والسلام لكربلاء, وأحاط به الجيش الأموي, بقيادة عمر بن سعد, لم يدع القوم دون نصيحة وقد بالغ فيها, كي تكون عليهم حجة, في الدنيا والآخرة, فقد كان جده الرسول محمد,عليه وآله الصلاة والسلام, قد أخبره باستشهاده في هذه الأرض, وهو سيد شباب أهل الجنة بعد أخيه الحسن, ومن خطبته فيهم” ويلكم ما عليكم أن تنصتوا فتسمعوا قولي؛ وإنما أدعوكم إلى سبيل الرشاد, فمن أطاعني كان من المُرشدين, ومن عصاني كان من المُهلكين, وكلكم عاصٍ لأمري غير مستمعٍ أمري؛ فقد ملئت بطونكم من الحرام, وطبع على قلوبكم, فما أوضح الكلمات التي أطلقها الحسين.
رنين الذهب وبريقه, وريع الري وجرجان, تجعل القلوب المُرجفة تتوق للحصول عليها, لقد أراد منهم العودة لتحكيم أنفسهم, وهل لهم قتله, فأصبحوا لا يجدون جواباً, إلا السهام والرماح, لأجل الحصول على المغانم, أرادوا للحسين نهجاً يخالف أمر الخالق, بالوقوف أمام الفساد والظلم, ويبايع يزيد بن معاوية, الذي أخذ البيعة للخلافة, من أبيه الذي عاهد الحسن عليه الصلاة والسلام, بالولاية من بعده وأضاف الحسن” فإن لم يدركني ذلك, فأخي الحسين” ناكثا تلك المعاهدة, إضافة لاجتماع المسلمين, أن يزيد فاسق ماجن سكير, ولا يمكن للمؤمن أن يواليه, فكيف بحفيد الرسالة المحمدية؟
ما أشبه اليوم بالبارحة, حيث يسعى الفاسدون والفاشلون, لنيل ثقة الشعب العراقي, بعد نهب الثروات, وقتل الأنفس الزكية, من أجل الفوز بما تبقى, بعد 18 سنة, اعترف أغلبهم بالفشل وتفشي الفساد, وهدر في الأموال العامة, وارتفعت نسبة البطالة, قوائمٌ تدخل انتخابات شبه شكلية, بأغلبية برلمانية مستنسخة, أو من النسخ السابقة الأصلية, حساباتها لا تعدو غير أربع سنوات, يتم فيها الحصاد من السحت, فلا دولة ولا إرادة وطنية مستقلة, ليتظاهرون بالشعب بعد سنتين, وكأنها تمنيات عمر بن سعد” أفوز بالملك وأتوب للرحمن من سنتين” متناسين غضب الخالق يأتي بغتة, تلاحقهم لعنات المظلومين.
كأن حسينا يخاطب فاسدين اليوم, بهذه الكلمات التي خلدها التأريخ” ألخذل فيكم معروف, وشجت عليه عروقكم, وتوارثته أصولكم وفروعكم, وثبتت عليه قلوبكم وغشيت صدوركم, فكنتم أخبث شيء سنخاً للناصب وأكلة للغاصب, ثم دعى عليهم باللعنة, إلى أن قال” ألا إنَّ الدعي ابن الدعي, قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة, وهيهات منا الذلة…”
أوضح الحسين عليه الصلاة والسلام, المنهج الحقيقي, الذي يستمد أصوله من الدعوة الإلهية, في بناء دولة العدل, وبين المشروع الذي يحمله, بثورته الخالدة ضد الظلم والفساد.
فهل يعي غيارى العراق, قبل فوات الأوان, وعدم الوقوف في جهة الفاسدين, ويكونوا أحراراً في دنياهم, سعداء في آخرتهم, كما عمل الحر بن يزيد الرياحي, رضوان الله عليه