18 ديسمبر، 2024 10:54 م

حين يفقد الحلبوسي توازنه !

حين يفقد الحلبوسي توازنه !

في التنافس الانتخابي ، حاله حال أي تنافس ، هناك معايير واخلاقيات يتوجب ان يلتزم بها فرسان التنافس باستثناء الخائفين من الخسارات في صناديق الاقتراع ، الذين يلجأون الى الاساليب الدنيئة والخبيثة التي يعتقدون انها تساهم في تحقيق اهدافهم وطموحاتهم الانتخابية وان كانت اكبر من حجومهم بكثير !
محمد الحلبوسي القادم من كواليس الصفقات السياسية نقدمه انموذجاً لتبني الاساليب التي تتعارض وتتقاطع مع معايير واخلاقيات التنافس الانتخابي الفروسي الحقيقي ، التي كانت نتاجاً للصداع المزمن الذي خلّفه له خميس الخنجر وهو يدخل السباق الانتخابي عبر ممارساته القانونية واخلاقياته المتعارف عليها في السياقات الديمقراطية !
فماذا فعل الحلبوسي في الصراع الانتخابي وهو في مواجهة الخنجر، وان كان الحلبوسي نفسه لايستحق ان يكون خصماً في مواجهة الخنجر للفارق الكبير بين الشخصيتين ، وهو موضوع خارج اهداف المقال .
على مستوى الخرق القانوني والدستوري وتعليمات مفوضية الانتخابات ، فان الحلبوسي استخدم وبكل طاقته كل ماهو تحت يديه من امكانات الدولة ومؤسسات الحكومة ، متدخلاً في شؤونها الخاصة متجاوزاً على صلاحياته بالالتقاء مع الفعاليات التنفيذية واعطاء الوعود بالتعيينات للعاطلين عن العمل ، وتلك ليس من مهامه ، فمهمته كما البرلمان وكما حددها الدستور ، هي المراقبة والتشريع فخرق الاثنان معاً ! !
أصبح معروفا ان جيشه الالكتروني وهو يراقب الانتقادات الشعبية لسوء الادارة وانتشار الفساد في المساحات التي يعتقد الحلبوسي انها ” مضمونة ” له انتخابياً، هذا الجيش يقدم له كشفا بالمنتقدين على صفحات الفيسبوك والمنصات الالكترونية الاخرى ، فيقوم الحلبوسي ” بواجبه ” باستغلال علاقاته الرسمية بحكم موقعه لمعاقبة المنتقدين واقصاءهم من مراكز عملهم في مؤسسات الدولة ترسيخا ” للديمقراطية ” وتحقيقاً لمبدأ ” تنافس الفرسان ” كما حصل لشاعر انباري انتقد الوضع الكهربائي في المحافظة فجاءه بعد ايام كتاباً رسمياً بنقله الى دائرة بعيدا جداً عن مكان سكنه عقوبة له على انتقاداته ، والاكثر سخرية من هذا ، ان احد الذين اعطوا اشارة اعجاب للانتقاد طاله العقاب ايضاً !!
استخدامه لاساليب التسقيط السياسي ، وهي ، للاسف الشديد ، سمة من سمات المعارك الانتخابية في العراق والتي يصر الحلبوسي على التمسك بها ، معتقداً انها الطريقة الاخلاقية الوحيدة التي توصله الى بر الامان في مركبه الذاهب الى الغرق بلا ادنى شك ، وهو يعرف ذلك جيداً !
الفضيحة الاخيرة التي زادت الحلبوسي كشفاً ووضوحاً وهو يتخبط في صراعه الانتخابي ، هي فضيحة ازالة دعاية انتخابية لتحالف عزم قامت بها شفلات من بلدية الموصل بدواعي التجاوز والمخالفة القانونية ، لكن تحالف عزم نشر صورة كتاب عن حصول الموافقات القانونية والاصولية من قبل شركة الاعلانات المكلفة بهذا العمل ، مما اسقط حجة البلدية ومن يقف وراءها ، ولايحتاج المرء الى الكثير من الذكاء ليكتشف ان ايعازات الحلبوسي كانت وراء هذا العمل الذي لايليق الا بالخائفين المنهزمين الذين يقفون امام المرآة يستعرضون امامها عضلاتهم التي ينفخون فيها !
ونقول ان لاحاجة للكثير من التبصر لمعرفة الفاعل ، حتى ان السيد عزّت الشابندر البعيد عن أي صراع انتخابي قال في تغريدة له ” ‏رئيس ( المجلس ) ” يقصد مجلس النواب ” وزعيم ( المُكَوِّن ) ” يقصد المكون السني” والحالم برئاسة ( الجمهورية ) يقصد الحلبوسي” ، تقُضُّ مضجعه لوحات انتخابية ، فيأمر مرتزقته بأسم ( الديمقراطية ) بجرفها بأليات الحكومة المحلية . برسم السادة ، وزارة البلديات ، مفوضية الانتخابات ، نجم و فرحان المحافظات…هزلت “!
هذه هي اساليب من يأتون الى مواقع بالصفقات وخارج امكانياتهم العقلية والفكرية والسياسية وللاسف هم الكثار في لوحة المشهد السياسي العراقي المشوه !