في المهجر .. وفي بلاد الغربة ، وبعيدا عن البلد الأم ، ينتابك شعور بالأحباط والتأمل والترقب ، وأحيانا بالخوف من المستقبل المجهول الذي يواجهك في بداية مشوارك الطويل وحياتك الجديدة التي لم تألفها سابقا ، ولن تخض تجربتها الصعبة في رسم الاتجاه الصحيح الذي اتخذته لنفسك لتنعم بالحياة الوردية وبالمستقبل الموعود لك ولعائلتك ، وبالتالي ومن اجل ان يتحقق حلمك الذي يراودك في تأسيس الكيان والوجود الذي قد يصعب منالهما في الوهلة الاولى ، تكون انت في دوامة من التفكير العميق مع نفسك للتخلص من هذا المأزق الكبير والطريق المظلم والمطبات والعراقيل العميقة ، ولكن !!! وبعد الاندماج بالمجتمع المحيط بك ، والاستفادة من خبرات الاخرين ، واكتساب المهارة السريعة ، وتعليم اللغة ، والتدريب على الاساسيات ومقومات الحياة الاخرى ، ستجعل منك انسانا جديدا ، قادرا على تخطي المشاكل والصعاب ، من خلال العمل الجاد والعطاء المثمر والتفكير الناضج والابداع المتواصل .
العراقيون في السويد ، وخصوصا الشباب منهم أستطاعوا ان يزيحوا كل هذه العقبات ، وتجاوزا كل مراحل الخوف والترقب من خلال الجهود المضنية في الاندماج السريع بالمجتمع السويدي ، وتحقيق نتائج طيبة ومرضية في مجال الدراسة والمواظبة المستمرة لتعليم اللغة السويدية ، وممارسة النطق السليم من خلال التدريب العملي والنظري في مفاصل الحياة اليومية كافة التي تأقلموا عليها هم وعوائلهم ، فيما تحقق من خلال هذا الاندماج سرعة الحصول على الوظائف والمهن الحرة الاخرى وتسنم المناصب والمسؤوليات الرئيسة والمهمة ، وهي بالتالي ستعينهم على تحقيق المعيشة اللائقة بهم كعراقيين أولا في حفظ كرامتهم ، ولأزاحة همهم الوحيد وهو العمل بشرف وأمانة وأخلاص لتحقيق الرزق الحلال بعد بذل الجهود الاستثنائية خلال اوقات دوامهم الرسمي ، وعكس مهاراتهم وامكانياتهم وخبراتهم في عملهم الدؤوب وعطائهم المخلص والنبيل .
هناك اعداد كبيرة من العراقيين من الذين حصلوا على العمل في الدوائر السويدية بخبرتهم العالية وبذكائهم الخارق وبحساباتهم البعيدة وبنظرتهم الثاقبة ، وأختيار الاعمال التي تليق بهم وبشهاداتهم الجامعية التي حصلوا عليها في العراق ، والتي صقلوها بالمعلومات والخبرات السويدية لتؤهلهم للحصول على هذه الوظائف في الدوائر والاماكن المتميزة والمهمة في كافة المرافق الحيوية في دولة السويد ، كالأطباء والصيادلة والمهندسين والمحامين والصحفيين والأعلاميين وحتى في البرلمان السويدي ، كما استطاع البعض من العراقيين اقتحام سوح العمل في الدوائر والمعامل والشركات الخدمية السويدية والمهن الرئيسة التي تشكل عصب الحياة في المجتمع السويدي ، كسائقي الباصات والقطارات ، ومصلحي الطائرات وسائقي الاجرة والعاملين في مجال التربية والتعليم كمعلمين ومدرسين وكمرشدين لرياض الاطفال ، فضلا عن ممارسة مهنة التمريض في المستشفيات ، وكذلك في دوائر العقارات السويدية والضرائب ، اضافة الى المهن الاخرى كالمطاعم العراقية والاكشاك لبيع المرطبات والمعجنات ، والصاغة والحلاقين ومصلحي التلفزيونات والهواتف والكمبيوترات ، وفي مجال العمل في الحاسوب والموبايلات ، وانشاء المحال الصغيرة لبيع الفواكه والخضروات وايضا المتاجر الخاصة بالملابس القديمة والجديدة ، والاسواق التي توفر كافة الحاجيات والمستلزمات العراقية كافة .
تحية كبيرة لجميع الشباب العراقيين في السويد الذين استطاعوا فرض شخصيتهم وطرح افكارهم النيرة للحصول على الوظائف المختلفة ، كما استطاعوا التغلب على الصعوبات في العمل و الاندماج السريع في المجتمع السويدي ، ومواجهة جميع المعوقات والظروف الاقتصادية الصعبة والقضاء على البطالة من خلال الارادة والتصميم والعزيمة والاصرار والاختلاط وتبادل الخبرات والمنفعة ، مما جعلهم يشعرون بالحياة والحيوية والفعل الايجابي الناجح .