1- مُدّثرٌ بالضباب
من وراء خصاصة الباب
يبدو الصبحُ متعباً مُعبّأ ً بالنعاس
خطوه ناعمٌ ناغمٌ
بزقزقة العصافير
يجرّ خُطاه
ليمضي قويّاً كلّ النهار
أيا ذا المُتخمُ بالفرح
اخلعْ نعليك
سرْ حافياً فوق الرموش
تعشْ قريرَ الضمير
وكنتُ رأيتُك تكنس بقايا الغلس
ويُسلمك الدربُ أعنته
صمتَه الليلي
فسُقْ مآربك
في حنايا الحديقة
تشقشقُ وراء النافذة
فذا أنت بين المُشاة
تناجيهم ساحاتُ العمل
وذا أنت توقظ الطفل
لتُسرع به خطاه الى المدرسة
وذا أنا من تحت غطائي
أقطفُ بعض اسرارك
التي لا تبين لكلّ أحد
تغذ ُّخطواتُ النهار صعوداً
الى الظهيرة والمساء
تُعبأ جيوبُ الحياة بالدنانير
وتعلو نبراتُ الضجيج
من كلّ صوب
فماذا فعلتَ بنا يا صبحُ ؟
أيقظتَ شهيّتنا
في الحبّ
في التعلم
في المأكل
واصطياد الفرح
فيا صبحُ أبقَ
لا تغادر صحنَ داراتنا
ودعْنا
نلمّ كلّ أفيائك المتشظية بيننا
سلامٌ عليك
وأنت تقفل أبواب أحلامنا
ولا تهدرُ لحظة
لينسلَ اليك الكسلُ
يتناسل فوق دربك
فمنك تعلمنا
كيف نقهر الظلام
ونختصر الكلام
ويمضي بنا سعيُنا
وراء المطلب الصعب
فنقبضُ عليه
لك الانتظارُ
واللهفة وجوعُ الفقير
واناتُ المرض
وغمغمة ُالعشب والزهرة
في ضواحي الربيع .
وذي بشائرُك
تلمسُ شرفات القبل
اذن
انتَ يا صبحُ علمتنا
كيف نغتسل بالضوء
نزيلُ درنَ العَتام عنا
2- قنطرة ُالوصل
اتمرأى
هسيسَ المطر
يرمقني
يقضمُ
ردني
يسبقني
في الطرق
يحملني
على صفيح راحته
مُتثاقلاً
يُغلقُ
حاسته
لئلا يتذكّرني
يعتاشُ
في ماوى النمل
والرمل
يتسكعُ
مع الجراد
في الأرض
الخراب
أنا كلِفٌ بسيرته
ينقضّ
على الطراوة
لا يغشى
دروب العشق
دوماً
يتمشى
في زوايا الغشّ
مَنْ علّمك
ذي الحرفة ؟
كنا نصطفُ
في مماشي الرحمة
لكنْ
غيّرتَ
عنوان بديهتك
انسقتَ
وراء طمع أعمى
أغراك
أضناك
عبّأ نظرتك بالخيبة
بهرجتَ
مشيتَك
ابّان العود والغياب
أخفيتَ
عنا الشطَ والشاطيء
من أهل الليل
صرتَ
قبلاً
كنتَ
بشارة ُ صبح
أنقى من الأمل
………..
تعالَ
يا شِعرُ
غمّسْ ريشتك فيّ
دوّنْ
بنجيعي سجلَ أيامي
اتركني
بصُحبة صحبي
نُعلّمْ ونتعلم ْ
نَسق ِ
زهرتنا جوارَ النافذة
نُدل ِ
بفرحتنا للضوء
تترجلْ
بين الخلق
……
ما أصفى
العُزلة َ
تنأى بي
عن فعل الشر
سافتحُ
غرف اسراري لكم
وابتعدُ
كيلا
يلمسني
درنٌ ولا عفَنٌ .
24/12/2013