سرعان ما قرعت اجراس المتغير التونسي في بغداد بما يعكس تضارب المصالح بين امراء الطوائف السياسية والمواطن/ الناخب ..فالكثير من جماعة الاسلام السياسي بمفهومي البيعة والتقليد سارعوا لرفض مفهوم الانقلاب على الديمقراطية التوافقية الناشئة في عراق اليوم وان اخطاء التجربة لا تغني العودة الى نظام دكتاتوري جديد .
مقابل مقالات وتغريدات تبحث عن رئيس عراقي او قائد اخر بنزاهة عبد الكريم قاسم لعل وعسى تلغي نظام المكونات ومفاسد المحاصصة .
فيما بحث آخرون عن شخصية الرئيس التونسي قيس سعيد في وجوه بعض الشخصيات العراقية لعل الكاظمي ابرزها ..فيما الكثير لا يجدون في في شخص الكاظمي انه ضعيف ومجرد دمية بيد أمراء الطوائف السياسية.
معضلة الجميع الذين يريدون التغيير من خارج العراق بانتظار غودو اما من واشنطن او من طهران .. فيما كلا النوعين يعد وفق قانون العقوبات العراقية تهمة خيانة عظمى !!
هذه المخاوف من ان تقرع اجراس تونس في المنطقة التي يعبر عنها بالدفاع عن نموذج اعرج لديمقراطية مفاسد المحاصصة فيما لا يرغب اي حزب اعادة النظر الشاملة في تعريف المصلحة الوطنية العليا وإدارة التنوع وحقوق الانسان بدلا من انتاج الفساد السياسي والاقتصادي الذي اوصل البلد الى ما هو عليه اليوم .
العجيب ان كثير من وعاظ مفاسد المحاصصة ترفض الاصلاح السياسي بالطريقة التونسية حتى بوصفها ( انقلاب ابيض) فيما تعيد انتاج توزيع الأدوار بان القطار الإيراني افضل من القطار الأمريكي والعكس صحيح !!
فيما لا أحد ربما بالمطلق يبحث عن القطار العراقي واليات مطلوبة للتعامل مع تحديات إقليمية ودولية .
الاهم ان يبدا التغيير المنشود في عراق الغد ..الخروج من لعبة اما ان تركب القطار الأمريكي او ان تركب القطار الإيراني .. وهذا لن يكون الا بالالتزام الحرفي بنصوص قانون الاحزاب في عدم مشاركة الاحزاب التي تمتلك اجنحة مسلحة او استخدام المال السياسي … الذي يتلاعب به في قبول هذا الحزب او ذاك ..حيث لم تغادر الاغلبية من احزاب المعارضة امتلاك اجنحة مسلحة ..فيما ظهرت احزابا جديدة بدات كفصائل مسلحة ..
معضلة الاغلبية الصامتة انتظار وصول غودو ..ربما بشخصية اقرب الى شخصية الرئيس التونسي قيس بن سعيد.. فيما عراق اليوم يحتاج الى رجل بقوة الرئيس بوتين .. فتلاعب أمراء الطوائف السياسية بمقدرات معيشة المواطن العراقي..تجعل لعن ديمقراطية مفاسد المحاصصة حقيقة مقابل وعود بمنتجع افضل من ريع النفط الذي شربته اللجان الاقتصادية لامراء الطوائف السياسية .. ومثل هذه المجازفة محفوفة بالمخاطر ..ما دامت القيادة العامة للقوات المسلحة لا تسطيع منع قوات حكومية اقتحام المنطقة الخضراء لاطلاق سراح متهم بحريمة قتل … لذلك مطلوب ان تقرع اجراس تونس لاكثر من مرة في هدم المعبد على كل رؤوس أمراء الطوائف السياسية ولله في خلقه شؤون!!