18 ديسمبر، 2024 9:08 م

اميركا – افغانستان… والهزيمة ليلاً

اميركا – افغانستان… والهزيمة ليلاً

اولا.. في عام2001 تم احتلال افغانستان من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وتم تبرير ذلك من اجل مكافحة الإرهاب في افغانستان وخطره على العالم.
ثانياً.. ان الهدف الرئيس من احتلال افغانستان ليس
فقط محاربة الإرهاب بل نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان والتعددية…كما تدعي اميركا في افغانستان، وتم الاحتلال الامريكي لأفغانستان 20 عاما (2001-2021). ولم يتم تحقيق اي شيئ سوى الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني والعسكري في افغانستان. ويمكن القول اينما تحل اميركا وفي اي بلد تسوده الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني والعسكري ونهب ثروته، وما حدث في العراق المحتل في عام 2003،، وما حدث لغالبية بلدان اسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية وغيرها من البلدان الاخرى الا دليل على ذلك.

ثالثاً.. خلال فترة الاحتلال الامريكي لأفغانستان انفقت اميركا خلال احتلالها لأفغانستان نحو ترليون دولار، وبنفس الوقت ربحت من تصدير المخدرات من افغانستان نحو 2 ترليون دولار وهناك تقدير اخر يؤكد اكثر من ذلك؟ جوهر الاحتلال الامريكي لأفغانستان ليس من اجل نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان والتعددية…، بل من اجل تحقيق وتعظيم الارباح الخيالية وهذا احد اهم اهداف النظام الراسمالي العالمي احد اهم مؤشر للطبقة البرجوازية الحاكمة، الاوليغارشية المافيوية.

رابعاً.. لقد واجهة اميركا اكبر خسارة،هزيمة بالرغم من قوتها العسكرية وامكانياتها الاقتصادية، الهزيمة الاولى على يد الشعب الفيتنامي البطل بالرغم من استخدامها لكافة الاسلحة بما فيها المحرمة دولياً، والهزيمة الثانية اليوم في افغانستان اذ انسحبت القوات المسلحة الاميركية ليلا من افغانستان وبنفس الوقت تركت السلاح والاليات العسكرية والعتاد، ومئات من السيارات وووو؟ غير معروف، هل هذا الاجراء هو هدية لحركة طالبان…ام ماذا …؟ والهزيمة الثالثة يمكن القول عنها في العراق، حيث تم احتلال العراق عام 2003 وبشكل غير شرعي وغير قانوني وتم اسقاط النظام الديكتاتوري السابق وسقوطه غير مأسوف عليه لان اميركا هي من اوصلت وسلمت السلطة للنظام السابق ،وهي من قوضته عندما لم يعد النظام نافع لها…..؟ وفي لقاء بين وزير الخارجية الأميركي بيكر ووزير الخارجية للاتحاد السوفيتي شفيرنادزة ودفاع شفيرنادزة عن صدام حسين…. اجابة بيكر(( انه عميل لنا)).المصدر::بيار سالنجر، اريك لوران، الملف السري لحرب الخليج، بدون ذكر السنة، ص،76.

خامساً.. يلاحظ ان اميركا وحلفائها المتوحشين يتدخلون في الشؤون الداخلية للدول المستقلة وتحت مبررات كاذبة وواهية ومخالفة للقانون الدولي، واينما حلت الامبريالية الاميركية وحلفائها يتم اشاعة الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني والعسكري ويتم نهب ثروة هذه الشعوب وباساليب عديدة، وتكون لها شبكة من (( الحلفاء – الاصدقاء)) ويتم تقديم الدعم لهم وبالضد من مصالح الغالبية العظمى لهذه الشعوب المحتلة من قبل اميركا وحلفائها.

سادساً.. ان الادارة الامريكية ومنذ اواسط الخمسينات من القرن الماضي ولغاية اليوم اقدمت على تقويض الانظمة الوطنية والتقدمية واليسارية المعارضة لنهجها بدليل عام 1953 تم تقويض حكومة مصدق الوطنية في ايران، في عام 1963 الانقلاب الفاشي الاسود في العراق،في 1965 الانقلاب الفاشي في اندونيسيا،…،في عام 1973 الانقلاب الفاشي في شيلي،…..، في عام 2014 الانقلاب الفاشي الاسود في اوكرانيا ولا يزال مخطط الانقلابات الفاشية مستمر في بلدان اسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية وغيرها من البلدان الاخرى

سابعاً.. معروف للجميع ان اميركا لعبت ولا تزال تلعب دوراً مهماً وكبيرا في تأسيس منظمات تقوم بخدمة اميركا ولاغراض سياسية واقتصادية وايديولوجية فالقاعدة تم تأسيسها من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وبالتنسيق مع حلفائها بالضد من الاتحاد السوفيتي وتم تقديم الدعم المادي والعسكري….. لهذا التنظيم ولقائد تنظيم القاعدة اسامه بن لادن وبعد انتهاء دوره تم قتله؟ في حين كان باسستطاعتهم القبض عليه وتقديمه للمحاكمة… ولكن…..؟ ونفس الاسلوب تم التعامل مع هدام حسين… ، وكما هو معروف ان اميركا كانت وراء قيام حركة طالبان، ومايسمى بداعش وأخواتها فروعها بالضد من غالبية الدول العربية، سوريا، العراق، ليبيا والمخطط لا يزال مستمر، اذ يلاحظ ان اميركا وحلفائها يستخدمون هذه التنظيمات اللاشرعية واللاقانونية واللاانسانية من اجل تقويض الانظمة الرافضة، المناهظة لنهجها وما يحدث اليوم في اوكرانيا منذ عام 2014 ولغاية اليوم من وجود تنظيم ما يسمى بالقطاع الايمن اليميني والعنصري والبنديرين…. لن يختلفوا عن تنظيم القاعدة داعش…. ؟

ثامناً.. ان تأصل العنف في المجتمع الاميركي، وبهذا الخصوص يقول المؤرخ البريطاني الشهير ارنولد توينبي (( ان الشعب الاميركي يكاد أن يكون الشعب الوحيد الذي قفز من مرحلة التخلف الى مرحلة الانحطاط دون ان يمر بمرحلة الحضارة))، وتعبير الانحطاط هنا يدل على انحطاط الاخلاق واتسام المجتمع بالنزعات الفردية وشيوع اعمال العنف وسلوكات الانحراف وفقدان التوازن الاجتماعي (المصدر:: مجلة الوحدة، العدد، 67، ابريل، السنة، 1990،ص،71).وكما يلاحظ ((ان قصة الولايات المتحدة الأمريكية مع العنف والارهاب ليست قصة حديثة، انها متأصلة في الضمير الاميركي ومعشعشة في المجتمع الاميركي السياسي والاقتصادي والفكري…..))، المصدر السابق، ص72.وكما يلاحظ أن ((الولايات المتحدة الأمريكية تمارس ارهاب الدولة علناً، وهذا الارهاب هو الوجه الحقيقي لها، وهو سياستها على النطاق الدولي…..)). المصدر السابق ص، 152-153.

**ومع ذلك يدعون الديمقراطية وحقوق الإنسان والتعددية والعلنية…… للشعوب……؟!