يمثل يوم العاشر من كانون الاول من كل عام الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان. ويحتفل العالم بهذا اليوم بوصفه يوماً تاريخياً توافقت الدول فيه على اول وثيقة دولية عامة تضمنت ضرورة احترام مبادئ حقوق الإنسان وحرياته الاساسية. وبهذه الصفة أصبح الإعلان مرجعية للعديد من العهود والاتفاقيات الدولية والإقليمية اللاحقة التي التزمت بموجبها الدول بما يعرف بالشرعة الدولية لحقوق الإنسان. وشكلت بمجملها طموحات وتطلعات مشتركة بين جميع امم العالم وشعوبها. وغدت مصدراً ملزماً للدول لصيانة كرامة الانسان وحريته باعتبارهما اساساً للعدالة والمساواة والسلام . أن هذا اليوم بما يمثله من معاني كثيرة ، يذًكر الجميع بأهمية احترام حقوق الإنسان كما يؤكد على ان الحفاظ على هذه الحقوق هو من واجبات الدولة بموجب دستورها وحسبما تقتضيه هذه المعايير والقواعد الدولية ، فأحترام حقوق الإنسان يمثل تعزيزاً للشرعية السياسية مثلما ان وفاء المؤسسات بهذه المعايير هو دليل على مصداقيتها والتزامها بشروط العدالة الاجتماعية التي تؤسس لعلاقة قائمة على الثقة بين المواطن والدولة . ومن هذا المنطلق وفي ضوء الظروف التي يمر بها العراق والمنطقة ، أرى ان احترام حقوق الإنسان التي نصت عليها الشرعة الدولية وفي مقدمتها الحق في حرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي ومحاربة الارهاب والفساد، أي كان مصدره ، يشكل مدخلاً حقيقياً للإصلاح وتعزيز بناء حقوق الانسان. لقد رفعت وزارة حقوق الانسان شعاراً بهذه المناسبة لهذا العام تتويجاً لمرور عشر سنوات على تأسيسها والذي جاء نتيجة وجود حاجة ماسة من قبل المجتمع العراقي لوزارة تتولى مهمة حماية حقوق المواطن وفقاً لالتزامات العراق الدولية ومواد الدستور العراقي فضلاً عن توليها لقضية معالجة تركة النظام المباد ونشر ثقافة حقوق الانسان. وبالرغم من بعض الصعوبات التي واجهت عمل الوزارة بسبب التحديات التي يمر بها العراق ، ابرزها ظاهرة الارهاب التي تؤثر على جميع مفاصل الحياة الا اننا نراها جادة في سعيها لتعزيز وترسيخ مبادئ حقوق الانسان في مجتمعنا العراقي ، وان أحد اهم سمات مصداقية سعيها هو مصادقة العراق على سبعة إتفاقيات دولية تلزمه بتقديم تقارير دورية عن مدى إلتزامه بتلك الاتفاقيات . لقد حرصت الوزارة في كل عام على الاحتفاء بهذه المناسبة تعبيرا ً منها بأهمية هذا اليوم الذي توج فيه الاعلان العالمي لحقوق الانسان كأبرز وثيقة دولية تعاهدت عليها شعوب العالم لحفظ وصون الكرامة الانسانية . ولكي تزدهر حقوق الانسان أرى ان هناك ضرورة ملحة في دعم قواتنا الامنية في مقارعتها لخفافيش الظلام من المجرمين والقتلة من الارهابيين ومن يقف خلفهم كي تنعم بلادنا بالطمأنينة والامان ، أذ لا يمكن لثقافة حقوق الانسان ان تترسخ في مجتمع تعصف به آفة الارهاب ما لم تتكاتف كل الجهود المعنية لدحر هذه الآفة ، عندها سنكون على يقين من أننا وشعبنا سنخطو خطوات مثمرة على طريق بناء منظومة متكاملة في مجال حقوق الانسان وهذا ما نصبو اليه فهنيئا لكل الأنسانية بهذا اليوم الذي لبست فيه رداء الحقوق والحريات والكرامة.