19 ديسمبر، 2024 1:00 م

نوري المالكي بين استنكاره لتفجير السفارة الايرانية في بيروت وحقيقة مشاركته في تفجير السفارة العراقية

نوري المالكي بين استنكاره لتفجير السفارة الايرانية في بيروت وحقيقة مشاركته في تفجير السفارة العراقية

أستنكر نوري المالكي وبشدة عبر تصريحه لوسائل الاعلام حول حادثة تفجير السفارة الايرانية في بيروت قبل حوالي أكثر من أسبوعيين ووصف التفجير بأنه :” استهداف لأمن واستقرار لبنان “وأضاف :”على جميع دول العالم التكاتف فيما بينها والتعاون المشترك لغرض مواجهة الارهاب والقضاء عليه ومعاقبة كل من يقف خلفه من جهات رسمية وغير رسمية ” وقد تبارى كذلك فيما بينهم ومن خلال خطبهم الرنانة من سياسي الصدفة المحسوبين على إيران تصريحاتهم الحماسية وانفعالهم المفتعل امام شاشات التلفزة عبارات الاستنكار والشجب وأيهما أشد استنكار من خطاب الاخر.
في العرف الجنائي الدولي من يقوم بفعل المشاركة المباشرة وغير المباشرة أو المساعدة بالعمليات الارهابية وجرائم الإبادة الجماعية وغيرها من الجرائم الجنائية التي لا تسقط بالتقادم ومهما طال عليها الزمن وتبقى قضيتها مفتوحة لحين انزال القصاص العادل بحق مرتكبي مثل تلك الجرائم حتى ولو كانوا بموقع المسؤولية بالحكم .
تطرق بعد حادثة تفجير السفارة الايرانية واستنكار (المالكي) لها بعض الكتاب والإعلاميين من خلال مقابلاتهم التلفزيونية وتم ربطها مع حقيقة اشتراكه بصورة فعالة ومباشرة بحادثة تفجير السفارة العراقية في العاصمة اللبنانية بيروت بداية ثمانينات القرن الماضي , وكذلك ما يكتب بين الحين والأخر حول هذا الموضوع بالذات , وبعد مراجعة قمت بها وما كتب حول هذا الموضوع سابقآ وحاليآ ، حيث لم أجد بدوري أي فرق يذكر حول تطرق هؤلاء الكتاب , وإنما اكتشفت أنها مجرد عملية استنساخ من بعضهم البعض لا أكثر ولا أقل !؟ ووجدت أن بعض العبارات والجمل الاضافية كانت من اجتهاد هؤلاء الكتاب ولم تكن في سياق الموضوع , وحتى أني وجدت بعض الهواة الكتاب ومراهقي السياسة يكتبون بهذا الموضوع دون أي دراية تذكر يستنسخون بدورهم ما كتبه البعض مع اضافات هنا وهناك ، ولم أجد في متن تلك (المقالات) جميعها أي معلومة جديدة ، سواء أكانت تحوي عن أسماء المتورطين في العملية أو عن الدافع الرئيسي والمباشر لهذا العمل الإرهابي الذي قامت به حفنة من زمرة ما يسمى حينها بـ (المعارضة العراقية) والتي كانت متواجدة في كل من سوريا وإيران ولبنان ، حتى إني وجدت احد الكتاب (الباحثين) وهو من فلسطين يذكر أن (جهاز الموساد الإسرائيلي) هو من قام بهذه العملية وخصص لها موضوع طويل وعريض لهذا الغرض وهذا طبعا غير صحيح ؟! حتى أن أسم منفذ العملية الارهابية تلك والذي قاد السيارة المفخخة المقبور(أبو مريم) تم أخذه من عبارة وردة في كتاب معنون “حكومة القرية ” لمؤلفه “طالب ألحسن” والبعض يذكر ان كل من  (نوري المالكي) و(علي الأديب) هما من قاما بالتخطيط والإعداد لهذه العملية الإرهابية وهذه المعلومة ايضآ غير صحيحة.
 بحكم تواجدي شخصيا في زياراتي المتكررة للعاصمة السورية / دمشق بدايات ومنتصف تسعينات القرن الماضي لزيارة الاقرباء وخصوصآ في أيام الاعياد والمناسبات الدينية قادمآ من مكان إقامتي بالعاصمة الاردنية /عمان فقد سنحت لي الفرصة في حينها بالتعرف بصورة وثيقة وعلى ارض الواقع على الاحوال المعيشية وظروف وملابسات ما كان يحدث بين خصوم الأمس وشركاء اليوم بالحكومة , ومن خلال التسقيط الشخصي والحزبي العلني والمخفي ومن على صفحات نشراتهم اليومية أو الأسبوعية أو الشهرية أو من خلال أحاديثهم الجانبية بالحسينيات ومقراتهم الحزبية ، وما دار بينهم من حوادث ، وقد تطرقت لبعض منها في تحقيقات صحفية مفصلة بفترة سابقة تبين حقيقة خفايا أوضاع هؤلاء ، ومن خلال تواجدي في حي “السيدة زينب” معقل الجالية العراقية تعرفت كذلك على شخصيات سياسية عراقية وطنية معارضة وشيوخ أفاضل كان لهم الدور البارز في تنويري وإرشادي إلى حقيقة الوضع المزري في حينها والحروب التي كانت فيما بين لقطاء أحزاب الإسلام السياسي الطائفي وكان من بين هؤلاء احد الشيوخ والأساتذة الأفاضل الذي كان له دور فعال وحيوي ومحوري وأفضال على معظم من هم حاليا بالحكم من نواب ووزراء ومسؤولين، ولكنه فضل الانزواء بعيدا عنهم جميعهم بعد أن تيقن بصورة أكثر من أكيدة حب هؤلاء مقاولون السياسة والدين والمذهب إلى المال والنفوذ والسلطة بعيدا عن أدبيات الإسلام السمحاء وتعاليم المذهب الشيعي المحمدي الأصيل ، وإنما كان هؤلاء في حقيقة الامر يتخذون من الإسلام والمذهب والطائفة سلم مصنوع من النفاق والدجل للوصول إلى غايتهم ، وخصوصا بعد أن انغمست أيديهم بمشاريع الغزاة والمحتلين وفسادهم وسرقتهم العلنية للمال العام وثرائهم الفاحش بعد أن كانوا يتسولون لقمة العيش من على أبواب المساجد والحسينيات.
فكان لا بد لنا من الرجوع إلى سماحة الشيخ الفاضل والاتصال به للحوار معه مباشرة ، ولغرض وضعنا بصورة الحدث من الداخل كونه كان في قلب هذا الحدث إن صح لنا التعبير في تلك الفترة حول حادثة تفجير السفارة العراقية في العاصمة اللبنانية بيروت ، والتي ذهب ضحيتها العشرات من المواطنين الأبرياء وموظفي السفارة ، وكذلك السيدة الفاضلة الراحلة “بلقيس الراوي” عقيلة الشاعر الراحل نزار قباني حيث كانت تعمل في حينها موظفة في الملحقية الثقافية العراقية.
الكاتب : سماحة الشيخ الفاضل في البداية نريد أن تعرفنا عن السبب الرئيسي الذي كان وراء اختيار موقع السفارة العراقية ببيروت دون غيرها من الأماكن لتنفيذ مثل هذه العملية الإرهابية.
سماحة الشيخ : نستطيع أن نوجزها لكم بنقاط لغرض تسهيل وصول المعلومة ومن خلالكم الى القارئ الكريم ومن اهمها : سهولة تنفيذ العملية… الحرب الاهلية اللبنانية والأوضاع السياسية المضطربة في لبنان والتي تسهل كثيرآ بدورها القيام بمثل تلك العمليات الارهابية … عدم وجود حكومة لبنانية قوية وجهاز أمني يعتد به في ذلك الوقت… الحرب ألعراقية / الايرانية كانت في بدايتها لذا كان من المفروض ضرب العراق لتحقيق مكاسب سياسية ومخابراتية… والاهم هو ضرورة تحجيم دور الحكومة العراقية في حينها بمساندة أطراف من الفصائل والأحزاب في لبنان على غيرها من الفصائل المتحاربة… وكذلك لإخلاء الساحة اللبنانية لزمرة (حزب الدعوة)كي يجعلها منطلقا لعملياته الارهابية المسلحة ضد النظام الحاكم ، حيث كانت حركة أمل الشيعية والمخابرات السورية قد فتحتا لهما معسكراتهم في كل من منطقة “جنتا” والتي تبعد حوالي عشرين كلم شمال شرق مدينة “بعلبك” في سهل البقاع اللبناني وكذلك في مدينة الزبداني / بلدة “مضايا ” بالقرب من الحدود اللبنانية وذلك لتدريب عناصرهم من الاحزاب المعارضة لنظام حكم الرئيس الراحل صدام حسين والتي يشرف على المعسكر حاليآ الحرس الثوري الإيراني / فيلق القدس .
الكاتب : سماحة الشيخ نريد أن تبين لنا من هي الجهة الحقيقية التي كانت تقف وراء هذا العمل الإرهابي ومن هم هؤلاء الذين تم الإعداد والتخطيط من قبلهم لغرض تفجير السفارة العراقية ببيروت.

سماحة الشيخ : خطط وأعد لهذه العملية الإرهابية كل من :

 المرجع كاظم الحائري/إيراني الجنسية يسكن مدينة قم.
الشيخ محمد مهدي الآصفي / ممثل حزب الدعوة في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية سابقا والناطق الرسمي باسم حزب الدعوة قبل الغزو والاحتلال الامريكي ، وهو من مدينة بروجرد الإيرانية ومن أصول أفغانية خالصة وممثل مكتب الخامنئي بمحافظة النجف .
إبراهيم الإشيكر والذي لقب نفسه بـ (الجعفري)عندما كان في العاصمة البريطانية / لندن رئيس ما يسمى بالتحالف الوطني في البرلمان حاليا وهو من أصول باكستانية خالصة لا شائبة فيها.
فؤاد الدوركي / أبو سجا : عضو في البرلمان حاليا عن ما يسمى بـ (ائتلاف دولة القانون) ومدير مكتب حزب الدعوة الإسلامية في محافظة كربلاء. يكن كرهآ شديدآ وبغضآ للمالكي ويعتبره أقل منه درجة ومرتبة حزبية وحاله هذا حال معظم قيادات حزب الدعوة السابقة ، ولكن طمعهم في المال والجاه والسلطة جعلهم يخنعون لهذا الامر على حساب كرامتهم الشخصية والحزبية والتي داسوها بأحذيتهم.
الدكتور علي التميمي / أبو شيماء : تم طرده من حزب الدعوة في نهاية ثمانينات القرن الماضي وفي مناسبة أخرى سوف نتطرق لهذا الموضوع وأسباب الطرد.
جهاز المخابرات السوري : وذلك لتقديم الدعم اللوجستي والمخابراتي لتسهيل تنفيذ هذه المهمة دون اعتراض من أي سيطرة او حاجز امني قد يتم مصادفته على الطريق أثناء قيادة السيارة المفخخة .
قيادة قطر العراق لحزب البعث / جناح كاظم لملوم.
حركة أمل الشيعية .
السفارة الإيرانية في العاصمة السورية / دمشق : مركز الاشراف المباشر والمتابعة والاتصال للتخطيط للقيام بمثل تلك العمليات الارهابية ولتقديم الدعم المالي والمعنوي والمشورة والفتوى الدينية لغرض القيام بهذا الفعل الجبان.
هؤلاء جميعهم اجتمعوا عدة مرات وشاركوا بالتخطيط والإعداد لهذه العملية الإرهابية  والانتحاري الذي قاد السيارة المحملة بالمتفجرات هو المدعو (أبو مريم) من سكنت منطقة الكرادة  ببغداد وعلى ما أذكر أنه كان شاب اسمر بين المتوسط والقصير القامة ويتخذ من هذا الاسم الحركي صفة له .
الكاتب : كيف علمت بظروف وملابسات هذا الموضوع.
سماحة الشيخ : علمت حينها وفي جلسة حوار ونقاش جمعتنا ببعض الدعاة وقد تطرق أحد الدعاة الذين عرضت عليهم تنفيذ عملية (استشهادية) كما كانوا يطلقون عليها آنذاك ، ولكنه رفض القيام بمثل تلك العملية الارهابية وبحكم علاقتي الشخصية القوية ببعضهم عرفت بعد عملية التفجير تلك التفاصيل وقد دونتها في حينها بمذكرتي الخاصة.
الكاتب : بين الحين والأخر أجد من يكتب أن (نوري المالكي) أو (علي الأديب) أو (عماد مغنية) وغيرها من الاسماء هم من قاما بالتخطيط والإعداد لهذا الفعل الإجرامي ، وإذا وجد فعلآ ، ما حقيقة الدور الذي لعبه هؤلاء في تفجير السفارة بالذات.
سماحة الشيخ : لم يكن هؤلاء جميعهم او غيرهم ولكن الاسماء الذي ذكرتها سابقآ هي من قامت بهذا الفعل الاجرامي… وأما نوري أو جواد المالكي/أبو سراء وفي تلك الفترة لم يكن شخص مهم وقيادي بارز في حزب الدعوة في سوريا ، بالإضافة الى أنه لم يكن بدرجة حزبية آنذاك تؤهله لغرض الإطلاع على مثل تلك العمليات الخاصة السرية التي يقوم بالإعداد لها والتخطيط والمتابعة جهاز المخابرات الايراني مع قيادات حزب الدعوة الرئيسية ؟! وعلى الرغم من أن حقيقة ابو اسراء المالكي غير معلنة لغاية اليوم ، ولأنه كان أول الهاربين من العراق إلى سورية عام  1979!! حيث تجمع عدد من الدعاة الفارين من العراق وأنيطت له مهمة محددة لـ (نوري المالكي) وهي أن يكون مجرد “مراسل” بين مقر (حزب الدعوة) والسفارة الإيرانية في دمشق فقط لا غير ، حيث كانت مهمته فقط الحصول على تأشيرات دخول العراقيين إلى إيران وجلب المجلات والصحف والنشرات والبريد لـ(حزب الدعوة) هذا كان حقيقة دوره الحزبي في ذلك الوقت !! وغيره من الكلام فهي مجرد اشاعات وأكاذيب من جهة ! وبطولات وهمية زائفة يحاول أن يلصقها به بعض المؤيدين والتابعين له في هذه الحادثة بالذات موضوعنا اليوم!؟ .
الكاتب : كلمة أخيرة سماحة الشيخ تريد أن تذكرها للقارئ الكريم !
سماحة الشيخ : هناك وشايات وإخباريات سرية كانت تصل مباشرة لمختلف محطات جهاز المخابرات العراقي السابق المتواجدة في دول الجوار العراقي لغرض اصطياد والإيقاع بخصومهم من المعارضين الآخرين وإعدامهم أو الزج بهم في السجون حال دخولهم للعراق خلسة وبالأخص رجال الدين وبعض القيادات المعارضة الرئيسية , وكذلك التفجيرات التي قامت بها الاحزاب داخل العراق والذي اعد لها وخطط لتنفيذها وكان المسؤول عنها كل من (عبد عزيز الحكيم) و(عامر الحلو) و(بيان جبر صولاغ) والمخابرات السورية التي هيأت كل المستلزمات لتنفيذ مثل تلك العمليات الارهابية في بغداد ، ومنها على سبيل المثال عملية سينما النصر وعملية وزارة التخطيط وعملية مكتب الخطوط الجوية العراقية ودائرة الاذاعة والتلفزيون وعمليات إرهابية أخرى تم تنفيذها ببعض المحافظات الجنوبية وفي مناسبات اخرى ان شاء الله وحسب ما تسمح به ظروفنا الصحية سوف نكشف لكم ومن خلالكم للقراء المزيد من الحقائق والخفايا والأسرار عن حقيقة من هم كانوا في (المعارضة) وكيفية تلوث ايديهم بدماء العراقيين الابرياء لكشفهم أمام الرأي العام .
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات