22 نوفمبر، 2024 11:53 م
Search
Close this search box.

الانفجار الکبير

أکثر مايلفت النظر في الاوضاع السائدة في إيران ويجعلها مختلفة عن غيرها من الاوضاع في بلدان العالم، إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يعتبر نفسه دائما على حق ويعتبر بأن أي تحرك ضده أو رفض لسياساته وحتى أخطائه والازمات الناجمة عن نهجه المشبوه، فإن ذلك يعتبر بمثابـة معاداة للسماء والوقوف ضدها، وحتى إن قانون المحاربة(أي محاربة الله)، فقد تم سنه بإعتبار أن أي معارض للنظام يتم القبض عليه فإن دمه مباح ويجب إعدامه، ولهذا السبب فقد کان هناك ولايزال حاجزا کبيرا بين النظام وبين الشعب الذي صار العالم کله يعرف الى أي حد يرفض ويکره النظام بل وحتى إن قيامه بأربعة إنتفاضات عارمة ضد هذا النظام أکبر دليل على هذا الامر.
إستمرار الاوضاع السلبية المتفاقمة في إيران وتداعياتها ضاعفت وتضاعف من معاناة الشعب وحتى إنه قد ضاق ذرعا بذلك ولم يعد يلتزم الصمت والاهم من ذلك إن النظام يعلم جيدا إن قمعه لأربعة إنتفاضات عارمة لم تتمکن من أن تضع حدا لنضال هذا الشعب من أجل الحرية بل وحتى إن ذلك قد جعل الشعب يصمم على رفضه وکراهيته للنظام أکثر من أي وقت آخر وأن يزيد من نشاطاته وتحرکاته الاحتجاجية وإن تأکيد النظام الايراني في مفاوضات فيينا على مسألة رفع العقوبات الدولية عنه إنما هو من أجل التأثير على الموقف الشعبي الرافض للنظام وتغييره لصالحه ولکن حتى في هذا الامر فليس هناك مايمکن أن يبعث على الامل لأن الشعب سبق وإن جرب ذلك بعد إبرام الاتفاقية النووية في عام 2015، حيث إن أي شئ لم يتغير بل ساءت الاوضاع أکثر لأن النظام إستغل کل الاموال المجمدة التي تم رفع الحجز عنها لصالح مخططاته وتدخلاته في المنطقة وکذلك على برامج صواريخه الباليستية.
الاوضاع الحالية للنظام الايرانية ووصولها الى نقطة حساسة وبالغة الخطورة بعد أن صار النظام في وضع وموقف لايحسد عليه أبدا ولاسيما وإن ذهاب ترامب ومجئ بايدن لم يغير من أوضاعه شيئا بل وحتى إزدادت سوءا، فإن الشعب الايراني صار يعلم جيدا بأن بقاء وإستمرار هذا النظام يعني بقاء وإستمرار معاناته لکونه لوحده يدفع ضريبة أخطاء النظام ونهجه المشبوه ولذلك فإن إزدياد شعبية المقاومة الايرانية وتوسع دورها في سائر أرجاء إيران إنما هو لأن المقاومة الايرانية لوحدها کانت قد رفعت شعار إسقاط النظام ورفضت کل أنواع التواصل والتفاوض معه وإستمرت في النضال ضده ومواجته بمختلف الطرق والاساليب ولاسيما من حيث فضح وکشف جرائمه وإنتهاکاته بحق الشعب الايراني والتأکيد على إن بقاء وإستمرار هذا النظام ليس من مصلحة أحد وإن التغيير الجذري في إيڕان بإسقاط هذا النظام هو أمر سيساهم في تعزيز وإستتباب السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم.

أحدث المقالات