22 نوفمبر، 2024 10:44 م
Search
Close this search box.

مجلس حسيني ــ القتال واحكامه بين المؤمنين

مجلس حسيني ــ القتال واحكامه بين المؤمنين

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ) ” 9 الحجرات ”

يُعرّف القتل أنه إزهاق روح الإنسان، وإماتته، باي طريقة كانت . ومن الجدير بالذكر ان الإسلام حفظ النفس البشرية من العدوان عليها، .. والغاية من الأحكام الشريعة “حفظ الضرورات الخمس”، اولها حفظ الدين، وحفظ النفس، والنسل الأبناء ، والعقل، والمال، ولكن حفظ الدين مقدم على حفظ النفس؛

بدليل تشريع الجهاد في سبيل الله, والجهاد تُزهق فيه أرواح المسلمين في سبيل إعلاء دين الله ــ ويعتبر الدفاع عن الإسلام، حالة من حالات حفظ النفس . وفي حين اغتيال مسلم بغير حق، ــ شُرع القصاص عبر القتل،قال تعالى(وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)رُوي عن رسول الله(ص)قوله (لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، يَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأَنِّي رَسولُ اللهِ، إلَّا بإحْدَى ثَلاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، والنَّفْسُ بالنَّفْسِ، والتَّارِكُ لِدِينِهِ المُفارِقُ لِلْجَماعَةِ).

واعتبر الاسلام ان اعظم وابشع الجرائم التي لا تغتفر هي جريمة قتل المؤمن بل هي أكبر الكبائر والدليل قوله تعالى: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)،اذن القتل يعتبر من افظع الذنوب , ولذا توعد الله –تعالى من يقتل مؤمناً متعمداً بالغضب، والعذاب العظيم، والطرد من رحمته، والخلود في نار جهنم. .ورُويت أحاديث كثيرة تحذر من الوقوع في جريمة القتل , منها قول رسول الله(ص)(لَزَوالُ الدنيا أهونُ على اللهِ مِنْ قتلِ مؤمِنٍ بغيرِ حقٍّ)، ولم يقتصر الوعيد بالعقوبة على القاتل فحسب، بل ضم جميع عبر كان حاضراً للقتل وكان يستطيع منعه أو الحيلولة دون وقوعه ولم يعمل، أو شجّع القاتل على القتل، أو أعانه على ذلك، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه نطق: (لو أنَّ أهلَ السماءِ والأرضِ اشتركوا في دمِ مؤْمِنٍ لكبَّهم اللهُ تعالى في النارِ). فالحفاظ على حياة ودم المسلم وكذلك الحفاظ على عرضه وسمعته كبيرة عند الله. عن الصادق(ع) قال : قال النبي(ص){لن يعمل ابن آدم عملا أعظم عند الله تبارك وتعالى من رجل قتل نبيا أو إماما أو هدم الكعبة التي جعلها الله عز وجل قبلة لعباده أو أفرغ ماءه في رحم امرأة حراما}.

قبل الشروع في أسباب النزول لنعرج الى معرفة المعاني المهمة الواردة في الآية … من هم المؤمنون ؟ وما الفرق بين المؤمن والمسلم كما ورد في القران الكريم , ثم هل يتحول عنوان المؤمن الى باغي ؟. قال تعالى :” ( قَالَتِ الاْعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإيمان فِي قُلُوبِكُمْ ) ؟ عن جميل بن درّاج ، قال : « سألت الصادق (ع) عن قول الله عزّ وجلّ :قالت الاعراب امنا..قال :«:الإيمان ما استقرّ في القلب وأفضى به إلى الله عزّ وجلّ ، وصدّقه العمل بالطاعة لله ، والتسليم لأمره .اما الاسلام ما ظهر من قول أو فعل (وهو الذي عليه جماعة الناس) وهو لفظ يحقن فيه الناس دماءهم “وجرت المواريث وجاز النكاح واجتمعوا على الصلاة والزكاة والصوم والحجّ ، فخرجوا بذلك من الكفر وأُضيفوا إلى الإسلام . وهما في القول والفعل يجتمعان ، كما صارت الكعبة في المسجد والمسجد ليس في الكعبة وكذلك الإيمان يشرك الإسلام والإسلام لا يشرك الإيمان .وهو قوله عزّ وجلّ 🙁 قَالَتِ الاْعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإيمان فِي قُلُوبِكُمْ) ثم بين القران موقف يفصل بين المسلم والمؤمن. منها: ﴿لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء﴾ هذا يعني ان بعض المسلمين عندهم ازدواجية ,يقول انه مسلم , يصدق النبي (ص) ومن جانب ويوالون الكافرين اعداء الاسلام واعداء محمد(ص) في بداية سورة البقرة وصفا لجميع من دخلوا الاسلام وهم ثلاثة انواع .قال تعالى : الم* ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ* وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ *أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *ا

(القسم الثاني )إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ *خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ* *(القسم الثالث المنافقون):قال تعالى(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ* يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ*فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ) فكيف اعرف نفسي لاي صنف انتمي ..؟ يقول الامام الصادق(ع)« إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَسْكُنُ إِلَى الْمُؤْمِنِ ، كَمَا يَسْكُنُ الظَّمْآنُ إِلَى الْمَاءِ الْبَارِدِ ».

معنى الباغي : هي يمكن ان يتحول المسلم او المؤمن الى باغي ..؟ لها معاني

1-كل من تجاوز الحد باعتداء في أي قضية فهو باغي ,بقول او بفعل.

2- الظلم بأنواعه : منه : تجاوَز الحَدَّ ــ كمن يحرم الاجير اجره بعد انتهاء عمل الاجير. فهو باغي ,من تقع عليه ظليمة فيرد بحرق البيوت والمحلات والبساتين يكون باغي .من يتفق على موضوع معين ببيع وشراء ثم ينكل, فهو باغ ,المرأة الزانية باغية, والرجل الزاني باغي .. من يخرج على الامام العادل.. او يتكلم بحق يريد بها باطل فهو باغ, ومن الامثلة..!!!

** قال رسول الله(ص) لعمار بن ياسر(رض) ” يا عمار تقتلك الفئة الباغية , اشار(ص)”انه من خرج على حكم الامام علي(ع) او رد عليه , او تقاعس عن نصرته لان نصرته نصرة الحق. فهو باغي. هي حروبه الثلاثة الجمل وصفين والنهروان .اذن قول النبي لعمار تقتلك الفئة الباغية .. يُقصد به الخروج على الإمام العادل امير المؤمنين(ع) ونكث بيعته ومخالفته في أحكامه، وقتاله ومنع تسليم الحق إليه، وخير مصداق للبغي هي الطوائف الثلاث التي خرجت لقتال الإمام(ع)وهم الناكثون، والقاسطون، والمارقون..

**تارة يكون البغي على الإمام، وأخرى على طائفة من المسلمين، او على مدن معينة او قومية , بظلم اهلها وعدم منحهم حقوقهم , وغالبا يكون الظلم بين القوميات والمناطق لغرض التسلط عليهم وجعلهم تابعين . حين يرى المؤمن غيره متنعم بأمواله وهو محروم ذلك الحاكم الذي اتخذ تلك القرارات .. او من قبل بحكمه يكون باغي . يقول الفقهاء . يقع البغي على نوعين:

الأول: البغي على الإمام العادل. كالخروج على طاعته , اذا كان الحاكم عادل فالخروج عليه بغي حرام؛ لوجوب طاعته عند علماء الإسلام، واطاعة الامام العادل (من فروع الدين عند فقهاء السنة)،واطاعة الامام العادل (حكمه من الأُصول عند الأمامية). آذن الباغي هو الخارج على الامام العدل فيكون باغي بفروع الدين عند السنة واصول الدين عند الشيعة.

الثاني: لو بغت إحدى الطائفتين على الاُخرى، هنا بغي طائفة على اُخرى ليس هناك امام عادل. كما لو نشبت حرب بين دولتين مسلمتين او عشيرتين او قوميتين ونحو ذلك، هنا يجب على سائر المسلمين (أن يقوموا بالإصلاح بينهما ،لعدم سفك الدم المسلم) هذا واجب” فاصلحوا بينهما .فإن أصرت الباغية على بغيها، يأتي الجواب :فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلـى أمـر اللّه.

هنا يثار سؤال..! هل الاصرار على البغي يعني الاستمرار في القتال . او التمسك بفكرة ودواعي البغي ..؟ مثلا لو احدى الدول الاسلامية تعتمد التمييز الطائفي وشنت حربا بسبب الخلاف العقائدي مع تلك الطائفة , او يكون سبب الحرب بين قوميتين مسلمتين , ثم تطلب احدى الدول او القوتين المتحاربتين وقف القتال, والاخرى التي وقع عليها الظلم لا تستجيب , فمن هي الدولة الباغية, الجواب الحكومة الباغية هي التي تشن الحرب بسبب الحقد والكره بسبب القومية او بسبب المذهب, وربما بسبب حجج لا تستوجب تلك الخسائر الباهظة في الحرب, ويمكن معالجة الموضوع بعد حين ,من خلال منظمات اسلامية وغيرها, دون حرب ولا دماء ولا خسائر لأرواح المسلمين .

** امثلة :..بعض المفسرون يرون ان فتنة حرب صفين جرت بين مؤمنين . باعتبار الآية:” وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ” فهل كان معاوية مؤمنا جنبا الى جنب مع علي بن ابي طالب(ع)..؟ هناك راي للحركة الوهابية يقولون يمكن أن (يتقاتل مؤمنين وكلاهما في الجنة) لذلك لا ضير من قتال معاوية لأمير المؤمنين(ع) كلاهما في الجنة ودليلهم قوله تعالى: إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي) الخ. وكذلك الحرب بين معاوية والامام الحسن(ع) ومن قتلهم معاوية, كلهم في الجنة كونهم قتلوا بسيف معاوية المسلم , ثم تستمر المعادلة.

يزيد اجتهد واخطأ وقتل الحسين (ع) فله حسنة واحدة وكلاهما في الجنة .وتستمر الاراء مع جميع من قتل من اصحاب اهل البيت(ع) القاتل والمقتول في الجنة, حتى الحروب الحالية في العراق وليبيا وسوريا ولبنان , يقولون نقتل المسلم , فاذا كان كافرا فقد ارسلناه الى جهنم , او كان مسلما فقد دخل الجنة . وكل عمليات القتل عندهم تستند على هذا الراي…

للإجابة على هذا الراي الاشكال :نقول:…. اولا :أن يكون القتال بين فئتين مؤمنتين مفروغ من الإقرار بإيمانهما. والا في كل قتال يرفع الطرفان شعارات تبين انه مؤمن وعدوه منافق وكافر خارج عن الدين, المسالة تحتاج تحقيق بالأيمان.لان راي الوهابية كلف المسلمين كثير من الدماء.

2- ان لا يكون القتال بين فئتين واحده مطعون في ايمانها والاخرى فيها امام عادل هو خليفة رسول الله (ص) الشرعي وهو الوحيد الذي انتخبه الناس .وله رصيد ضخم من الآيات والاحاديث .وله موقف مشهود من المسلمين يوم غدير خم . فان الله ورسوله نصبه امام عدل للعالمين ثم يأتي شخص يحاربه ويتامر على ال رسول الله(ص)ونسميه مؤمن .يقول رسول الله(ص) وهو لا ينطق عن الهوى . ان عليا مع الحق والحق مع علي يدور معه كيفما دار.

هذا الحديث سبب غصة في قلب ابن تيمية فقال:” فی كتاب منهاج السنة : ان حديث علي مع الحق والحق معه يدور حيث دار وانه لن يفترقا حتى يردا على الحوض من أعظم الكلام كذبا وجهلا؛!!!! فإن هذا الحديث لم يروه أحد عن النبي (ص) لا بإسناد صحيح و لا ضعيف. هذا ابن تيمية اعماه الحقد والنصب على سيد الاوصياء . والا لو اطلع على كتب من سبقه لوجد عشرات الاحاديث تمدح عليا (ع)وتصفه المؤمن المطلق.

3- أن تفيء الفئة الباغية إلى الحق الى اقوال القران واحاديث الرسول (ص) وترجع عن بغيها وعدوانها. لا ان تبقى متمسكة بموقفها من الحرب وحين تضعف من جراء الحرب تصرخ تريد السلام وانهاء الحرب , بنفس الوقت اعلامها يغرد بنفس الشعارات , وتشحن نفوس الاجيال ضد مذهب تلك الدولة وتعتبرها خطرا على الاسلام , وانها هي فقط تمثل الاسلام .

4- أن تكون هناك فئة ثالثة اسلامية , تقوم بعملية الإصلاح وانهاء القتال والجمع بين المتخاصمين المتنازعتين .وتسوية جميع الاسباب التي فجرت الصراع, لا ان تبقى الاسباب التي قامت لأجلها الحرب كالنار تحت الرماد, متى ما نفخ شخص له مصلحة بالرماد اشتعلت النار مرة ثانية. 5- أن ترجع الفئة الباغية كامل الحقوق المسلوبة من حق مضاع ودم مراق إلى الفئة الأخرى وهذا معنى ( فَأَصلِحُوا بَينَهُمَا بِالعَدلِ وَأَقسِطُوا )

6- هناك حديث مشهور بين المسلمين جميعا.. من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة الجاهلية . فمن كان امام معاوية ذلك الوقت لنعده مؤمنا ..؟ فكيف من يحارب امام زمانه نعده مؤمنا ..؟.جنبا الى جنب الامام العادل.

اما القول ان المتخاصمين يدخلان الجنة .هذا الراي يخالفه القران كما في قوله تعالى: ( وَمَن يَقتُل مُؤمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً )وقوله تعالى: (مَن قَتَلَ نَفساً بِغَيرِ نَفسٍ أَو فَسَادٍ فِي الأَرضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً )..وحديث رسول الله (ص):(من أعان على دم إمرئ مسلم بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه: يائس من رحمة الله, قيل تفسيره هو أن يقول :أق, يريد: كلمة أقتل .واخيرا الآية تقول (من المؤمنين اقتتلوا) كيف لنا أن نثبت معاوية انه كان مؤمناً حتى ندخله في مفهوم الآية خاصة أن القرآن يصرح:( قُل لَّم تُؤمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسلَمنَا وَلَمَّا يَدخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُم ) ولدينا دليل من تاريخ معاوية التأمري الدموي ما يثبت أنه غير مؤمن بالرسالة.. أي رسالة واي دين وهو من سن شتم علي (ع) وهو يعلم ان رسول الله (ص) قال: عن ام سلمة

(حديث أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله(ص) يقول: (من سبّ علياً فقد سبّني).أخرجه الإمام أحمد والحاكم والنّسائي في والطبراني في معاجمه الثلاثة وأب ويعلى كذلك- (مجمع الزوائد) – من غير طريق عن أم سلمة. قال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، ولكنهم انكروه كونه لم ياتي من مصدري البخاري ومسلم . هذا الحديث من المفاصل المهمة للخلاف بين المسلمين دفاعا عن معاوية , واعتبروا الحديث كله كذب وتلفيق. لأنه غير صحيح ولا ثابت عند أهل السنة وقد أخرجه الحاكم في مستدركه.وفيه ثلاث علل: وهي ان من نقل الحديث عن ام سلمة بعضهم كذاب اما أبوعبدالله الجدلي: يقولون انه ثقة إلا أنه شيعي جلد, وهذا الحديث في نصرة بدعته .. تقرر عند علماء الحديث أن المبتدع( أي الشيعي) إذا روى حديثا في نصرة بدعته رُدّ وإن كان ثقة…ولما كان قد اورده الامام احمد عن ام سلمة قالوا :” هذا الحديث رُوي عن أم سلمة رواه الإمام أحمد والحاكم ولكن ضعفه العلامة الألباني.

نحن لنا رأي في إسلام معاوية وبقائه على كفره ونفاقه وبين ايدينا عشرات الادلة .. كتاب الأمراء – ما ذكر من حديث الأمراء والدخول عليهم عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن سعيد بن سويد ، قال : صلى بنا معاوية الجمعة بالنخيلة في الضحى ، ثم خطبنا ، فقال : ما قاتلتكم لتصلوا ، ولا لتصوموا ، ولا لتحجوا ، ولا لتزكوا ، وانا أعرف انكم تفعلون ذلك ، ولكن قاتلتكم لأتأمر عليكم ، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون. اذن كثير من الحكام يزعمون انهم مسلمين ويرفعون شعارات الاسلام ويشنون الحرب باسم ذلك الإسلام المزعوم والحال أن الحديث الصحيح الذي ينقله الفريقان( من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية) وهذا ينطبق على كل حاكم وغيره من الرعية اذا لم يعرف امام زمانه جهله يرجعه إلى جاهليته التي كان عليها. واخيرا :يقول ابن حزم في المحلى 8/420( لا يحل لمسلمٍ أن يبيت ليلتين ليس في عنقه بيعة لأمام) بينما معاوية اعلن العداء للإمام وحاربه وانكر حقه وأساء له وسبه ولعنه وجيش عليه الجيوش?!الخ ..

الأمر الثالث: إن معاوية وجيشه خرجوا من إطار هذه الآية ولا يصح أن يحتج بها على إيمانهم لأسباب منها:1- أن الإمام علي (ع) كان مأموراً من قبل الرسول الأكرم(ص) بقتالهِ, وهناك مصادر عديدة تذكر ذلك التكليف النبوي للإمام بحرب معاوية: أخرجه البزار والطبراني كما في تاريخ إبن الكثير,قال عنه سند صحيح والحديث هو:(سمعت علياً يقول: أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين) ومعلوم أن معاوية أحد الثلاثة ومعركة صفين واحدة من معارك ووقائع علي مع هؤلاء.والله تعالى ورسوله لا يأمر بقتال مؤمن ثم يطالب المؤمنين بإصلاح الحال لأنهم أخوة, وعلى كل تقدير ما أمر الرسول بقتال معاوية –الا لانه كان باغيا وغير مؤمن كان ضد الإيمان وأهله.وذكر صاحب الغدير أن أمير المؤمنين (ع) احتج يوم الشورى بهذا الحديث وقال: (أنشدكم الله هل فيكم أحد يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين على لسان النبي (ص) غيري, قالوا: اللهم لا).

2- قول رسول الله (ص) في علي وذويه: (حربكم حربي), وقوله: (يا علي ستقاتلك الفئة الباغية وأنت على حق فمن لم ينصرك يومئذ فليس مني), وقوله (ص) لعمار: هذه الاحاديث كلها شاهدة على مخالفات من خالف اهل البيت وحاربهم ,وفي مقدمتهم معاوية ..واخيرا قول النبي (ص) بحق علي(ع):…. (اللهم وال من والاه وعادِ من عاداه وإنصر من نصره واخذل من خذله ) فالله تعالى لا يعادي المؤمنين ( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ).

4- قول النبي (ص) بحقه):(علي خير البشر فمن ابى فقد كفر) عن عطية العوفي قال: دخلنا على جابر بن عبد الله الانصاري وهو شيخ كبير فقلنا: أخبرنا عن علي بن أبي طالب(ع) فرفع حاجيه ثم قال: ( ذلك من خير البشر ) فقيل له: ما تقول في رجل يبغض علياً فقال: ما يبغض علياً إلا كافر.وفي كتاب أعيان الشيعة 4/64 ( رأيت جابر يتوكأ على عصاه وهو يدور في سكك المدينة ومجالسهم ويقول: ( علي خير البشر فمن أبى فقد كفر ) معاشر الأنصار أدبوا أولادكم على حب علي فمن ابى فلينظر في شأن أمه)

وقال” عطيه العوفي ” سألت عائشة عن علي (ع)? فقالت ذلك خير البرية ! ولا يشك فيه إلا كافر !).وسؤل حذيفة عن علي (ع) فقال: خير هذه الأئمة بعد نبيها, ولا يشك فيه إلا منافق). مقابل ذلك لم نرو عن سول الله بحق معاوية إلا اللعن والإقصاء. كقوله(ص)(إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه ), ابن عساكر – تاريخ دمشق

هذه الاراء ذكرها برير بن خضير يوم عاشوراء ,واستأذنَ الحسينَ في أنْ يكلّمَ القومَ فأذِنَ لهُ .وقفَ قريبآ منهمْ ونادى : ايها الناسِ ، إنَّ اللهَ بعثَ محمّدآ بشيرآ ونذيرآ وداعيآ إلى اللهِ باذنه وسراجآ منيرآ، وهذا ماءُ الفراتِ تقعُ فيهِ خنازيرُ السوادِ وكلابُهُ وقدْ حِيلَ بينَهُ وبينَ ابنِ بنتِ رسولِ اللهِ، أفجزاءُ محمّدٍ هذا؟ فقالوا: يا بريرُ، قدْ أكثرتَ الكلامَ فاكْفُفْ عنّا فواللهِ لَيعطشَ الحسينُ كما عطشَ منْ كانَ قبلهُ .. قال : الحمدُ للهِ الذي زَادني فيكُمْ بصيرةً ، اللهمَّ إنّي أبرأُ إليکَ منْ فِعالِ هؤلاءِ القومِ ،.

ــــ ولمّا كثر القتل في أصحاب الحسين (ع) رأت زوجة جنادة كثرة الشهداء ، أقبلت الى ولدها الوحيد عمر ، قائلة: أخرج يا بنيّ وانصر الحسين .. البسته لامة الحرب وقلّدته السيف فتوجه نحو خيمة الإمام لمّا راه الامام ضمّه إلى صدره، قال: “ماذا تريد يا بنيّ”، فقال الإذن، فقال لمن حوله: ” هذا الغلام قتل أبوه في المعركة، ولعلّ أمّه تكره له القتال، فقال له عمرً: سيّدي إنّ أمّي هي التي قلّدتني سيفي وألبستني لامة الحرب .حتّى أقتل بين يديك . فرده الحسين قال: بنيّ ارجع إلى أمّك، لعلّها تكره قتالك، رجع الغلام إلى أمّه ، راته فقالت: بنيّ لم رجعت فقال: إنّ سيّدي الحسين لم يأذن لي. اخذت بيده ومضت إلى خيمة الحسين(ع)، فلمّا وصلت نادت:سيدي أمِن العدل أن تفجع بك أمّك الزهراء(ع)ولا أفجع بولدي، تفقد أمّك الزهراء ابناءها واحفادها ولا أواسيها بفقد زوجي وولدي. فامتلأت عينا الإمام عليه السلام بالدموع وقال “بارك الله فيكم وجزاكم الله عنّي خيراً”.

شيخان والعوجة اعدلوها** وارواحهم كلها ابذلوها ** لريحانة الهادي فدوها .. يا حيف زينب ما احضروها … من يوم للطاغي خذوها … وتسمع باذنها شتم ابوها ؟؟ ….التفتت نحو المشرعة ..انا منين ابو فاضل اجعده … واركب جفوفه فوك زنده .. واكله الحرم صارت بشدة ؟

أحدث المقالات