يبدو ان الامور في موضوع ازمة السد الاثيوبي على منابع النيل و حرمان دول المصب من مياهه يتطور و سيأخذ بعدا اخطر . لاغرابة ان حصل ذلك فالماء شريان الحياة و مصر هبة النيل كما يقال ، فليس امر الماء من الامور التي يصح او يمكن السكوت عليها او عن تدارك ازماتها خصوصا اذا كانت تتعلق بشعب كامل يزيد تعداده عن مائة مليون نسمة ، و ليس له مورد آخر للمياه العذبة .
لانرجو ان تضطر مصر الى اخر العلاج و ندعو الله ان تعود اثيوبيا لرشدها و معرفة الحق من الباطل و مالايجوز من الامور و لكن ، لا نخشى على جيش مصر بعد كل شيء ، بل اثيوببا من عليها الخشية و ان ترعوي ، فلا مقارنة تذكر بين قوة مصر و ضعف اثيوببا في مقاييس الجيوش ، كما لا قبل للاثيوبيين بشكيمة المصريين و عزمهم عندما يجد الجد لا قدر الله . رغم كل مايحيق و مايحاك لمصر من الداخل و الخارج الا ان امرا كهذا لانشك للحظة ان نتائجه محسومة لجيش مصر و شعبها الجبار .
من يعرف المصريين عن كثب يعرف مصير من يمس امرا حيويا من امورهم بسوء ، و تخطأ اثيوببا كثيرا ان قاست امر السد و موقفها المتعنت منه على امور حصلت لمصر في الاونة الاخيرة و عدت بسلام كأمر جزيرة تيران و خطة اسرائيل المتعاونة مع ال سعود لأخذها ، فهذا امر تم تمريره و غض عنه الشعب المصري الطرف لسبب وجود طرف عربي شقيق فيه سويت الامور على اساسه و لم يكن العدو الاسرائيلي هو الذي في الواجهة و الا لكان الرد قاسيا و لإستحال تمريره .
و هذا ماسيصدم به الاثيوبيون و يذوقوا مرارته ان تمادوا مع مصر و حصتها المائية ، سينذهلون يوما برد صاعق و مفاجأة مدوية تهز كيان دولتهم ان استمر الامر على ماهو عليه ، فجيش مصر من شعبها ، و هذا شعب لايمكن استفزازه من اجنبي ، و ان غدا لناظره قريب ، و ندعو الله ان يعم السلام بالحق .