بَرْحِيَّة العراق…
إلى روح لميعة عباس عمارة في ثالث ليالي العزاء
مُسْتَسْلمٌ فرّ أو مسْتَقْتِلٌ بَطَلُ …
ذلّتْ لكِ الكلُّ مَن ظلّوا ومَن رحلوا…
يا عمَّةَ القوم مِخْضَرّةً أبدًا
ومُخْصِبٌ طلْعُها والكرْبُ والوَشَلُ…
امراةٌ، رَجُلٌ في قلبها، فلها
بالموقف الحرّ فصلُ القول مرتَجَلُ
هي امتدادٌ لأبي أقلامها… زينبٌ
وفاطمٌ، وذُرى أسلافها الأوَلُ…
من قوم يحيى نعم لكنّما أحمدٌ
وجعفرٌ وعليٌ كلُّهمْ أَهَلُ…
حُسّادُها من قديم الغلّ ما برحوا
يستنقصون ولكنْ زعمُهم خَبَلُ
فربّة الحُسن تُزري بفريتهمْ
الجِيدُ ياقوتةٌ والبدر مكتملُ…
واللفظ مُخْتصرٌ والقصدُ مُعْتبرٌ
تُلقي فتلْقَفُ سحرًا وما عمِلوا…
مِقْوالةٌ أجملُ الأقوالِ صَنْعتُها
فما تفوه سوى ما طَعْمُهُ العسَلُ!
يا حُلْمَ حُبٍ نأى والمولعون به
كلٌّ علا وهوى، راموا وما وصلوا…
إلّا أبا عُذْرِها الكفءَ الذي بسطتْ
لهُ شرابَ الهوى ما شاء ينتهلُ…
يا لمعةَ (الطيب) الفقدُ يُشْعلُهُ!
يا لمعةَ (الطيب) بغدادُ تَشْتعلُ…
في ثالث الموتِ والناياتُ تأسُرنُي
أُهديكِ أغنيتي علَّ الصَبا يصِلُ!