نحن العراقيين لا نبكي الراحلين لأنهم يعودون إلينا بعد عامٍ أو نصف عام.
في أول ساعات الفجر، دخل صوت الذكر الحكيم قادماً من الحسينية المجاورة أننا بنينا له جنتي أعنابٍ، وأحطنا كل واحدة بسورٍ من النخل. جنةٌ لنلسون مانديلا، وجنة أخرى لرافع الناصري. تلك هي الدنيا، سابقون ولاحقون. مازالت قطتنا نائمة. وضعت أصابع يدي على رأسها، فتحركت قليلاً وعادت إلى النوم الدافيء. إهتزت ذؤابات النخلات الثلاث في تقبيل أول الشعاع، والشمس دائماً عراقية، وبعد قليل تسير وحدها على كل البطاح
أما زلت هنا في البرزخ؟ ماذا تنتظر؟ أو تظن أنك مازلت في قاعة الإنتظار تنتظر الطائرة التي ستقلع بصورك بعد حين؟ ليس الطابور لك، أنت الوحيد الذي تقطع البرزخ عارياً تماماً. أسرع، هم ينتظرون. يريدون أن يسمعوا منك كلام البغداديين
أنت الذي صنعت النوى، وتركت لأقدامنا الحصى وعظام الصدور
أسرع!
إنتظر ..!
دعنا نزرع لطريقك الريحان