(( ما أن تطأ قدميك على أول خطوة لأرض لبنان الحبيب وخصوصا من جنوبها تشعر أنك تفترش بساطا أخضرا يزينه ويرصعه باقات من الزهور على مد البصر لبقاع لبنان من جنوبه حتى شماله والذي يبهر الأبصار ويريح النفس للزائر الأول له يستمتع بجباله الشامخة بكثافة أشجاره المعمرة وخصوصا بيروت المدينة الساحرة بجمالها الفريد وتنوعها المناخي توحي إليك أنك تحلق في الريح على بساط النبي سليمان عليه السلام وأنت تنظر من تحته لوحات خضراء ملونة مرسومة بعناية ودقة بريشة فنان متمرس على قدر عالي من المهارة والإبداع الجمالي . تعانق جبالها السحب البيضاء القطنية المنعشة بنسيمها ورذاذ المطر الذي يبرد الأجسام المتسلقة لها يرتشف من مياه شلالاتها التي تتدفق من بين صخور جبالها تروي سفوحها وغاباتها المطرية الربيعية . عندما تتسلق أول عتبة من جبالها ترى سحبها البيض كالقطن تنسج خمارها الأبيض المتدلي من فوق رأسها على جسدها الممشوق كأنها في ليلة عرسها كعروسة للمدن العربية وهي محاطة بأمواج البحر الزرقاء ورماله الصفراء النقية التي تعكس بوجهها شعاع الشمس الصباحية الذهبية التي تتدلى ذوائبها على وجهه ومرفأها الساحلي الذي يحتضنه أمواج البحر كسمفونية تداعب أسماعك مع نسيم البحر المنعش يرطب وجنتيك وأنفاسك وأنت تجلس على ساحلها الممتع ومما يزيد جمالها جمالا هي اللهجة المميزة لسكانها ومريديها الناعمة والابتسامة المرسومة على محيا أهلها وحين تغادرها تشعر كأنها تناديك وتشدك إليها لتأخذك في أحضانها ثانية شوقا وحبا لتريك من مفاتنها وأنت تود أن لا تفارقها حين يحين الوداع تمسك بتلابيبك لتبقى معها وعيناك وإحساسك مشدود إليها تشعر بأنك لم تشبع منها ومن جمالها الخلاب بسهولها وجبالها وبحرها وينابيع مياهها العذبة المتدلية من سفوح جبالها الخضراء ومياه بحرها المحتضن لها كالحبيبة بين ذراعي حبيبها حقا أنها عروسة المدن العربية قاطبة ) ضياء محسن الاسدي