قبل اكثر من شهر او شهرين طالبت وزارة التعليم العالي الكليات الاهلية بخفض الاجور الدراسية من اجل رفد الساحة بطاقات شابة تعليمية وبما يخدم البلد في خطوة اعدها الكثيرين من المتابعين والمسؤولين خطوة بالاتجاه الصحيح وهو ما ينبغي فعله واشاد المثقفين بقرار وزارة التعليم هذه .. وقبل اسبوعين صدم الوسط التعليمي والمتابعين بالشأن واولياء امور الطلبة بقرار وزارة التعليم العالي بزيادة الاجور الدراسية للدراسات المسائية في الكليات والجامعات .. فالعجب كل العجب من وزارة تكيل بمكيالين فمن جهة تفرض على الكليات الاهلية بخفض الاجور ومن جهة اخرى تزيد من اجور الدراسات في الكليات الحكومية وهنا نذكر الوزارة بالبيت الشعري (لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله … )
فالاجور الدراسية للكليات الحكومية المسائية لتخصصات الانسانية لاقسام وكليات الاداب والتربية والعلوم السياسية والشريعة والتربية الرياضية والفنون الجميلة والاعلام كانت للمرحلة الاولى (600) ستمائة الف دينار وللمرحلة الثانية (400) الف دينار لكن طلبة المرحلة الثانية (جامعة المستنصرية) فوجؤا بطلب الجامعة مبلغ (600) الف دينار اي بزيادة قدرها (200) الف دينار وبدون سابق انذار او اشعار مما اوجد حالة من الاستياء والاحباط للطلبة ناهيك عن طلبة الاقسام العلمية والتخصصات الاخرى وقد ذكرت التخصصات الانسانية على سبيل المثال لا الحصر.
فبعد ان تم حرمان طلبة الكليات الحكومية المسائية من منحة الجامعات والكليات المزعومة بحجة انهم موظفين !!! جاءت (طعنة نجلاء) ثانية بزيادة الاجور الدراسية فأصبحنا في حيرة من امرنا .. هل هذه الاجراءات تأتي لافراغ العراق من طاقات علمية ؟!!! ام هي لزيادة اعباء عوائل الطلبة وتثقيل كاهلهم التي اقصمتها الحياة المعيشية الصعبة التي يمرون بها ؟!!! ام هي لاشغال الطلبة بتوفير اجور الدراسة مما يعيق نجاحهم ورسوب اعداد اكثر تعود بالفائدة للجامعات والوزارة لتكون شركة استثمارية ؟!!!
اخيرا اناشد وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد علي الاديب الذي اثلج صدورنا بقراره للكليات الاهلية بخفض اجور دراساتها اسهاما من سيادته لرفد الساحة العراقية بالكوادر والطاقات العلمية والتدريسية التي اصابها الانكسار والاحباط في عهد النظام السابق ان يصدر تعليمات الى الجامعات والكليات الحكومية بأن ترجع عن قرارها وعدم رفع الاجور الدراسية للمراحل الثانية والثالثة والرابعة واعادة الامور الى ما كانت عليه من اجل حث الطلبة لاكمال مسيرتهم التعليمية وعدم اضافة اعباء عليهم وعلى عوائلهم … وكلي ثقة ان سيادتكم يتنظرون بعين الابوة لمعاناة ابنائكم الطلبة فقد آلمني مشهد انهمار دموع بعض الطالبات من هذا القرار وان بعضهن لم يبلغن اوليائهم بزيادة الاجور خشية ترك الدراسة ..
شاعروصحفي
[email protected]