( المذاهب اسست كاديان ولو كانت كتبها صحيحة لعلمت برحلة القران من مكة الى المدينة)
…………………………………………………………………………..
تخلو جميع كتب المسلمين في السيرة والحديث والتاريخ والفقه والعقائد والتفسير تليدها ووليدها تصريحا او تلميحا من ذكر فعل مفصلي في حياة الاسلام وهو كيفية نقل القران من مكة الى المدينة بعد الهجرة.
من المحير ان لايرد اي اثر لهذه الواقعة التاسيسية حتى في قصة جمع القران او حتى ضمن سياقات فرعية لتفاصيل طويلة ومملة لحوادث هامشية .
اننا نعرف مثلا كيف هاجر الاشخاص حتى غير المحوريين الى الحبشة او المدينة ونعرف كيف عاد مسلمون الى مكةلاسباب شخصية او دينية لكننا لانعرف مطلقا اي معلومة عن هجرة القران الكتاب المركزي في الاسلام.
يصلنا التاريخ بقصة سيدة شقت حزامها ضمن الاعداد لرحلة النبي فسميت بذات النطاقين وقصة الطريقة التي حلب بها رفيق النبي اغنامه وسط الرحلة ليطعمه ونسمع نشيد الانصار في استقبال النبي وقصة راحلته التي اعطاها الخيار في تحديد مكان مسجده لكننا لانسمع عن مصير النصوص التي كانت الهجرة بسببها.
اين كان القران في مكة والمدينة ؟ وكيف كان شكل المواد التي كتب عليها؟
يشكل المكان مناسبة لدراسة الزمان ولكامل الاسف تم تدمير المكان في الاسلام فاصبحت الحوادث تدور في الفراغ او في مسرح متخيل لايعبر عن الحقيقة.
تدفع ادلة كثيرة احتمالية ان يكون القران ظل شفاهيا او في صدور الرجال كما يعبر في المدة المكية ، منها ان النبي كان لديه في مكة عدد من الكتاب ،وفي قصة اسلام عمر انه دخل على اخته فوجد عندها صحيفة تحمل قرانا قيل انه سورة طه ،القران نفسه يتحدث عن صحف مطهرة ،ولاسباب الطهارة اما ان التذكية اي ذبح الحيوان مع ذكر الله كانت معروفة في مكة او ان الصحف كانت من الورق وليس الجلود اذ من المستبعد ان يسمح النبي بكتابة النصوص المقدسة على اعيان يعدها الفقه الاسلامي نجسة.
الاشخاص الذين قيل انهم جمعوا القران اي حفظوه عن ظهر قلب كان اسلامهم لاحقا لظهور القران عدى الامام علي بن ابي طالب فلابد ان القران قد كتب او لم يجمعه سوى النبي محمد وعلي .
امر يستحق الالتفات اليه وهو عدم وجود اسم لايامراة جمعت القران.
حسب الروايات المختصة بجمع القران في الكتب التي تعد صحاحا كالبخاري فان القران جمع مرتين الاولى في زمن ابو بكر باقتراح من عمر والثانية في زمن عثمان باقتراح من حذيفة بن اليمان وانه كان مبثوثا على العسب واللخاف والرقاع والاضلاع والاكتاف والاقتاب وصدور الرجال.
العسب الجريد فوق الكرب ودون السعف ،واللخاف الحجارة المستدقة، والرقاع الجلود ، والاضلاع والاكتاف مااتسع من عظم الحيوان، والاقتاب صقيل الخشب وهذه المواد ترد منفصلة في روايات عدة.
تتعارض الكتابة على هذه المواد جميعا مع فرضية كون ترتيب الايات توقيفي اي يتم بامر النبي للخبر القائل بانه اذا نزل عليه القران قال ضعوا هذه الاية في السورة التي فيها كذا وكذا فكيف يمكن تطويع تلك المواد لتتحمل هذه الوظيفة فهل يمكن ان تمد الحجارة او يمط الجريد او توسع الجلود والاخشاب ام انها كانت بمساحات غير محدودة فتقتطع بعد اكتمال الكتابة عليها؟
في مناسبات متعددة نرى النبي يسال بعض المؤمنين عن المدة التي يتمون فيها قراءة القران ، كيف لسؤال مثل هذا يطرح والنصوص متفرقة ؟ وهل يمكن لقارئ ان يغرق وسط اكوام الحجارة والجريد ويمتلك عين الوقت القدرة على مواصلة قراءة نص ديني يحتاج الخشوع ؟
يتحدث القران عن اهل الكتاب ويحث المسلمين على كتابة المعاملات التجارية طويلة الامد وفي قصص يظهر النبي محاججا اليهود في احكام بكتابهم يحاولون اخفاؤها بايديهم لدينا ايضا المعلقات او النصوص الشعرية التي تعلق على الكعبة ويمكن لهذه ان تكون مستمدة اسمها من التعلق بها وحتى بدونها فان الكتابة والكتب امر معروف في مكة وفي تفاصيل هجرته مع ابي بكر نرى النبي يكتب كتابا لشخص ضايقه في الطريق ويقوم هذا الشخص لاحقا بابراز الكتاب للحصول على غنيمة مصدرها حلي الملك العراقي الفارسي كسرى وليس من المعقول ان يكون قد اخرج حجارة او قطعة جريد.
هناك حديث يطلب فيه النبي من كاتبه المفترض زيد بن ثابت الذي سيتولى لاحقا جمع القران حسب الرواية التي نشك فيها بان ينزل قلمه من فوق اذنه ويبدو ان هذا الشاب قد عمل نفس الحركة التي يعملها طلاب المدارس بوضع القلم فوق الاذن مما يدل على انه كان يكتب على ورق وليس على مواد تحتاج لادوات كتابة اكثر خشونة من القلم.
تقسم الوحدات النصية او السور في القران الى مكي ومدني والمكي مانزل قبل الهجرة وان كان في غير مكة وعدد سوره 86 وهي سور الوعد والوعيد والترغيب والترهيب اي انها الافكار اما المدني فقد اختص بالتشريعات وحسب السيدة عايشة وهذا اسمها لان قريش لاتهمزفان المفصل نزل في مكة لقولها نزل المفصل وانا جارية العب فيكون لدينا الاف الحروف التي لو كتبت على الادوات المذكورة لاحتاج الامر الى وزن كبير ومساحة خزن واسعة فكيف تم نقل هذه المصادر الى المدينة وهي بحاجة الى سيارة شحن بحساباتاليوم؟
قداسة النصوص تقتضي ان تكون حركتها مرصودة وموضع اهتمام من قبل المسلمين في المدينة وهذا مفروغ منه تماما ذلك ان حركة سورة واحدة هي سورة يوسف اقتضى ذكرها في التاريخ الاسلامي بعد ان حملها الى المدينة احد الاشخاص الذين بايعوا النبي محمد من الانصار في العقبة.
كيف نقل القران المكي الى المدينة؟ ومن نقله؟ وكيف تم صرف الانظار عن هذه الحادثة؟ولماذا ظهرت مقولة ( مصحف فاطمة )؟مع تهافت الرواية بشان جمع القران من قبل زيد بن ثابت هذا مانتمه لاحقا باذن الله.