التأريخ المعاصر يحدثنا أن البلدان يتحقق بناؤها , وإرساء أسس إنطلاقها الحضاري في أقل من عشرة سنوات , فإذا فشلت الحكومات التي تقودها بمنطلقاتها وأسسها الواعدة بالأفضل في السنوات الخمسة من حكمها , فأنها لن تتمكن من الإتيان بما هو صالح للبلاد والعباد , وعليها أن تترجل من كراسي السلطة , وتدعو غيرها لقيادة الدولة إلى مرافئ النجاح والفلاح.
والحكومات التي لا تتعلم من أخطائها وتتجاوزها عليها أن تتنحى , لأنها ستدخل في دوامة تكرار الأخطاء , وإختلاق المعاذير البهتانية للبقاء السلبي في الحكم.
ومن الواضح أن دولا عديدة قد تمكنت بإطلاق بوصلة نهوضها , وبزوغ أنوار إرادتها حينما أثارت طاقات عزيمتها , وأوقدت إرادتها وتمسكت بثقتها بنفسها , وآمنت بأن أجيالها الشابة قادرة على الإبداع والإتيان بما يحقق تطلعاتها , فوفرت لهم الفرص وإستثمرت بأفكارهم وأمدتهم بالدعم المعنوي والمادي , المثوِّر لقابلياتهم والمشجع لتوجهاتهم الإبداعية.
وتجدنا في مجتمعاتنا نعيش في حالة قنوط وخسران وإستكانة , وفقدان لروح الإرادة الحية المثابرة المتوثبة نحو غدها الأروع.
ويساهم في تنويم المجتمع وتعويقه العديد من الذين يتصدرون وسائل الإعلام , ويطلقون الخطب والمواعظ الفارغة على منابر الدجل والتبعية , والبهتان المعزز بالأضاليل والإفتراءات المكررة , لخدمة الأجندات الداعية للنيل من روح الأمة , وقدرتها على الحياة الحرة الكريمة.
وما يعوزنا العمل على تثمير الأفكار وتصنيعها , والجد والإجتهاد , والإيمان بقدراتنا الإبتكارية الكفيلة بإنجاز الأفكار , وتحويلها إلى موجودات فاعلة في حياتنا اليومية.
وشباب الأمة وشاباتها لديهم القدرات اللازمة للتبرعم والتنامي والعطاء الأصيل , الذي يمثل قدرات ما فيهم من الطاقات والموروثات الساعية للتفتح والإثمار.
فهل من حكومات معاصرة , ومستوعبة لهموم الأجيال المتوافدة إلى مسرح الحياة الدافق بالمبتكرات والمخترعات , التي تبدعها الأجيال المزوَّدة بالعلم , وبمناهج ومهارات التعبير عن الأفكار؟!!