نقلت الأخبار عن قرار العتبة في كربلاء إستثمار أكثر من مليون دونم من الأراضي الزراعية في مدينة السماوة ، وهي نفس المساحة التي كانت تنوي السعودية إستثمارها بطرق تقنية متطورة وعوائد مالية أكثر مما تدفعه العتبة ، هذا إن تم فعلا دفع مقابل الأستثمار من قل العتبة الى خزينة الدولة في ظل سيطرة الميليشيات والفساد الشامل .
تحرك العتبة ليس عاديا بدافع الإستثمار الزراعي ، بل هو تحرك سياسي واضح ، فبعد توجه السعودية للإستثمار في مدينة السماوة المجاورة لها وإحتمال دخول المال السعودي بثقله المعروف مما سينتج عنه تحسن الظروف المعيشية لسكان السماوة الذين هم من الشيعة ، وعندها ستقوى روابط العلاقات الإجتماعية والسياسية بين العراقيين والسعوديين ، وحتما ستحصل عملية مقارنة لدى العراقيين بين فوائد العلاقة مع السعودية وضرر العلاقة مع إيران التي تعتبر العراق وثرواته ملكا لها .
وبناءا على خطر تعرض النفوذ الإيراني للمزيد من الإهتزاز وإحتجاج العراقيين ضده ، وحصول تقارب عراقي – سعودي .. دفعت إيران العتبة الى المسارعة للقيام بخطوة الإستثمار وسد الطريق على السعودية في السماوة ، مثلما فعلت سابقا بمنع العراق من شراء الكهرباء والغاز من السعودية بأسعار أرخص بكثير من الأسعار الإيرانية .
الخطير في الأمر .. ان سلسلة الأحداث تكشف لنا ان العتبة ومؤسساتها الدينية والتجارية في كربلاء والنجف هي مجرد واجهات تعمل لصالح الحرس الثوري الإيراني ، على سبيل المثال : توفير مطار العتبة في كربلاء المخازن لتخزين صواريخ حزب الله العراقي الإرهابي التابع للحرس الثوري والتي تم قصفها من قبل الطيران الإميركي ، ثم مسرحية فصل مايسمى ( حشد العتبة ) عن الحشد الشعبي ، وهي حيلة إيرانية إختفت خلف العتبة كخطوة إستباقية في حال تعرض الحشد الى عقوبات دولية أو الى ضربة أميركية .. عندها سيكون لدى إيران ميليشيا إحتياط جاهزة بحجة ( حشد العتبة ) .. بعدها عملية إعتقال الإرهابي قاسم مصلح التابع لميليشيات العتبة بعد تورطه بقتل الناشط إيهاب الوزني ، وسبب جريمة القتل يعود الى ان المرحوم إيهاب تكلم ضد العتبة محتجا على عرقلتها إفتتاح المستشفى التركي الحكومي الذي يوفر العلاج مجانا للمرضى مما سيؤثر على عمل مستشفيات العتبة التجارية في كربلاء وسيقلل من مراجعة المرضى لها وسيقلل ايضا أرباحها المالية ، وهنا تحرك الحرس الثوري الإيراني وأصدر أوامره بتصفية الوزني !
في كل مكان تتوزع أنشطة الحرس الثوري والإطلاعات / المخابرات الإيرانية في العراق ، حيث تسيطر عناصرها على الفنادق وسيارات التكسي والمحلات التجارية والمدراس الدينية للأطفال والحوزات والمؤسسات الدينية والحسينيات والمساجد والمعامل والمستشفيات التجارية وكافة المطارات العراقية في بغداد والنجف والبصرة المشرف الفعلي عليها عناصر إيرانية تختفي خلف واجهات عراقية عميلة .
ومن المؤلم جدا ان إنهيار الحصانة الوطنية لدى معظم العراقيين أشد خطرا من فيروس كارونا على حياة أبناء بلدنا وإستقرارهم وثروات وطنهم والقادم أسوأ !