الظلم قوة سلبية طاغية وذات تأثيرات خسرانية فادحة ومدمرة للحالة القابضة عليها.
لكنه طاقة وتنطبق عليه قوانين الطاقة , وتتحكم به الإرادة الفيزيائية الفاعلة في الظواهر الكونية بأسرها.
ولهذا فأن الظلم لا يدوم , بموجب ما يتسبب به من إنعكاسات إنفعالية تعطل العقول وتعمي البصائر.
فالطاقة مهما تمددت ستنكمش , أو تفقد قدرات التواصل بالإمتداد , كالخيط المطاطي الذي إذا شددته إلى أقصاه فأنه يصمد لفترة , ويباغتك بإنقطاعه وفقدانه لقدرات الثبات على ما هو عليه من الشد الشديد.
فلو إفترضنا أن الظلم حالة مطاطية متوترة ومشدودة إلى أقصى ما فيها من التمدد والإتساع , فأنها ستصل حتما إلى نقطة الإنهاك الطاقوي والعودة إلى الخمود.
ولهذا فأن الحالات الظالمة ما أن تتمادى بظلمها حتى تقترب من نهايتها المحتومة , التي لا خيار عندها سواها.
وبموجب هذه الآليات المتحكمة بالظواهر الكونية والسلوكيات الخلقية , ستنتهي الحالات القائمة وتطحنها رحى الدوران , وتقيدها إرادات التجاذب والتنافر , وتحيلها إلى عناصرها الأولية التي ستتخلق من جديد.
وهكذا فأن التفاؤل دائب والتشاؤم خائب , والبشرية تمضي في تيار الوجود الدفاق كالأمواج , التي لا يمكنها أن تدوم إلا وفقا لمقتضيات حجمها , ودورها بدفع التيار في مجراه إلى حيث مصب السكون والركود , فقوة الجريان تسعى للإستكانة في وعاء مثواها ومنتهاها.
فهل يدرك الظالمون أن الظلم لا يدوم , ويحث طاقات كفيلة بنهايته وختام مسيرته ومحق دوره , وعدم تجاوزه لمعطيات ما فيه من الطاقات السالبة , التي تحث طاقات موجبة من حولها للقضاء عليها , فلكل فعل رد فعل يعاكسه في الإتجاه , ويتفوق عليه بالمقدار مع تواصل الدوران , فالفعل يتناقص ورد الفعل يتزايد.
وتلك سنة الأكوان الفاعلة فينا ولن تجد لها تبديلا!!