يتطلع العراقيون إلى أن يسود الأمن والاستقرار أرجاء البلاد، بينما يطغى الهاجس الأمني على أجواء العيد خوفا من انفجارات قد تعكر صفو الاحتفال بهذا اليوم.
فالفرحة لا تكتمل بالعيد في العراق, لأنها تختلط بالخشية من موت يتجول في الشوارع، الذي قد يكون ترجمه لمشاعر العراقيين بعيد الأضحى بعد مرور 11 عاما على تغيير النظام، لكن الفاتورة كانت وما تزال مكلفة جدا بحسب إحصائيات بعثة الأمم المتحدة، آذ راح أكثر من ١٠٠ ألف قتيل وأكثر من ٢٥٠ ألف مصاب، بينما لا يزال مصير حوالي ١٠ آلاف مجهولا. وتجاوزت عدد السيارات المفخخة ٢٥٠٠ سيارة مفخخة، وأكثر من ٣ آلاف بين عبوات ناسفة ولاصقة استهلكت أكثر من ٢٥٠ طنا من المواد المتفجرة، بينما تسببت أعمال العنف في تهجير أكثر من ٤ ملايين عراقي داخل وخارج البلاد.
أذ ونحن نعيش أجواء العيد السعيد ، كنا نتمنى ان يكون سعيداً على أبناء الأمة الإسلامية ، خصوصاً مع الأحداث الدموية في كل من مصر وسوريا ، وبعض الدول العربية والإسلامية والتي شملها الشتاء العربي ، فكل عيد ونبتهل إلى الله أن يمن على بلادنا بالأمن والأمان في وطننا، وفيه ندعو لسياسينا المتخاصمين المتنازعين في هذا العيد أن تستقر أحوالهم، ويعود الأمن والرخاء إلى وطنا وشعبنا بالخير والأمن والآمان .
كنا نتمنى مثل غيرنا أن يكون هذا العيد عيداً سعيداً على كل المسلمين كما تعودناه دائماً بعيداً عن كل شر وفتنة وذبح وتفخيخ وقتل بالأبرياء ، ونرى الحب فيه بصدق وإخلاص وان يسود الأخوة والوئام بين أبناء الوطن الواحد ، فهو عيد جاء اسمه من العود والتكرار، عود لمشاعرنا الفياضة ، وفرحة مقرونة بأمل أن يتقبل الله ذلك الذي عشناه في أطيب الأيام.
إن مشاعرنا الغيور المهتم بحال أهل دينه في هذا اليوم غيرها في كل عيد مضى.. كيف لا!! والفتنة مشتعلة على أوجها في عدد من بلاد المسلمين، حتى أن تبادل التهاني بالعيد في هذه الأيام غير ما كان قبل ذلك من ارتياح للمشاعر والفرحة المتبادلة في أعياد سبقت.
إن المأمول دائماً في الأعياد أن تصاحبها بهجة كبرى حين النظر إلى ساحات الصلاة المملوءة بالمسلمين السعداء، إذ يجيء المسلم لصلاة العيد داعياً الله أن يجعل حياة شعبنا ووطننا والمسلمين جميعاً أعياد خير وسعادة وأمان.. وفي هذا العيد علينا أن نكثر من الدعاء لله أن يزيح هذه الغمة عن الأمة الإسلامية ، لعلنا في هذا العيد نغمض عيوننا موقتاً عما يجري من المآسي في بعض أنحاء الأمة الإسلامية ، ندعو بالسلامة لوطننا وشعبنا، والأمن والأمان ،ونأخذ العبرة والعظة مما يجري حولنا حتى نتجنب أسباب ما يحدث هناك، فهل سيكون هذا العيد بلا تفجيرات وقتل للأبرياء ، وهل سيكون سعيداً ؟ نتمنى ذلك ؟!