إلى الجهات المسؤولة في إقليم كوردستان…
من المعلوم بأن القادة والرؤساء بمختلف التسميات هم رموز للشعوب وهويات لهم وغالباً ما يعرف الشعوب بقادتهم و روؤسائهم، لأنهم عقدوا على أنفسهم خدمة الوطن والتضحية في سبيل حقوق شعوبهم المشروعة بالغالي والنفيس، وقادوا حركات تحررية لسنوات طوال وتحملوا الجوع والتعب والصعاب من اجل تحقيق أهدافهم المتمثلة بحرية الوطن وتحرير الشعب من الاحتلال والعيش بسلام وأمان ورفاهية اسوةً بغيرهم من بني البشر.
هؤلاء القادة والروؤساء لهم مكانة وتقدير ومحبة من قبل شعوبهم ويفتخرون بنضالهم وأمجادهم وأنهم محل أعتزاز, تختلف صور احترام الشعوب لقادتهم و رؤسائهم بين اطلاق أسمائهم على المدن والمشاريع والشوارع ونصب تذكارية لهم في الأماكن والمواقع المهمة و وضع صورهم بأحجام مختلفة سواء في الأماكن العامة او الدوائر والمؤسسات الحكومية والحزبية والمنظمات الجماهيرية والمهنية وحتى في الدور السكنية ويمثل هؤلاء الخط الأحمر الذي لا يسمح بالتجاوز عليهم وغالباً ما ينظم هذا الموضوع بقانون يعاقب من يهين قائد او رئيس وحتى المساس بصورهم.
ملا مصطفى البارزاني كرس جلَ حياته خدمةً للشعب الكوردستاني وفي سبيل حقوقه المشروعة ببناء كيان سياسي مستقل له بعيداً عن كل اشكال التدمير والتخريب والقتل و واصل ليل نهار ولم يعرف الكلل والملل وضرب أروع الأمثلة في الشجاعة والمرؤة والعفو ولعب دوراً مميزاً كقائد عسكري وسياسي محنك وعرف عنه التواضع والثقة بالله وبالنفس والصبر والكرم ومثالاً يحتذى به في الدفاع عن الإنسانية ونبذ الإرهاب والعنف، وبات اسم البازاني نجماً لامعاً وهوية لشعب في أجلِ صوره وأبهاها و ذو مكانة وأينما ورد اسم البارزاني، فإنه يعني الشعب الكوردستاني من أقصاه الى أقصاه.
إن حب الشعب الكوردستاني لهذا القائد والاعتزاز بمسيرته النضالية لأكثر من نصف قرن دفعهم الى النظر اليه بكل وقار وهيبة واختلفت صور هذا الحب والاحترام بين من يسمى اطفاله بأسمه واطلاق اسمه على المشاريع الخدمية والمراكز الخيرية ونصب تذكارية وحتى زيارة مثواه الأخير في منطقة بارزان وتجديد العهد له بالأستمرار على نهجه، وتعليق صوره في الأماكن العامة والدوائر وحتى الدور السكنية مع ايمانهم وقناعتهم بأن البارزاني يستحق أكثر.
إن تعليق صور البارزاني من قبل المؤسسات الحكومية يمنحها الهيبة والوقار ودليل على ان ما ناضل البارزاني من اجله قد حقق في غالبه، وهذا يمثل حزءاً من وفاء الشعب لقائده، ولكن نقول بكل صراحة ان رفع صور أخرى الى جانب صورة البارزاني يقلل من شأنه في نظر الشاهد لأن وجود اكثر من صورة في غرفة واحدة يشتت اهتمام المشاهد وبذلك يفتح أبواب الكثير من التساؤلات.
لذا من واجب العرفان الجميل و وفاءاً للبارزاني ونهجه، نقترح على الجهات المسؤولة في الإقليم الإبقاء على صورة البارزاني وحده معلقة بشكل رسمى بأعتباره رمزاً وطنياً وهوية للشعب الكوردستاني ورفع الصور الأخرى مع كل احترامنا وحبنا لهم.