ان الاحداث الاخيرة وقتل الناشطين والاعلاميين قد احدثت ظاهرة جديدة بدأت تتنامى ويعلو صوتها بضرورة مقاطعة الانتخابات هذة الدعوات التي ازدادت حدتها تصدر من اشخاص طالما كانو متحمسين لاجرائها اليوم المطالبات عكسية للاسف خصوصا من قوى تشرين التي طالما كانت هي المتحمسة بضرورة إجراء الانتخابات وإقرار كل ما يتعلق بها .
أن دعوات المقاطعة دعوات غير واقعية وغير مسؤولة وكأنما الداعين لها من القوى والاشخاص تُسلم بأنها خاسرة ولا تمتلك رصيد شعبي وتترك الساحة للأحزاب .
من المعيب أن تنطلق هكذا دعوات وبلدنا يعيش ازمة سياسية لا امل بحلها سوى المشاركة الفاعلة بالانتخابات لا نشك بوطنية مطلق هكذا دعوات فهذا رايه وهو حر فيه ويمارس حقه الديمقراطي لكن نجزم بخطئه والا ما البديل للمقاطعة ما الحل للخلاص وإيجاد الحلول هل يبقى الوطن تتقاذفه الأزمات والحل بأيدينا .
إن دعوة مقاطعة الانتخابات يمكن أن تؤثر في حالة واحدة فقط وهي عندما يتوحد جميع الشعب ولا يذهب للانتخابات وهذه من المستحيلات فمن المعلوم ان لجميع الاحزاب أنصار ومؤيدين وبالتأكيد سيتوحد هؤلاء خلف مرشحيهم وعندما يتأخر الطرف الآخر ويقاطع ستخلو الساحة لهؤلاء .
ان الانتخابات هي بمثابة الفرصة الاخيرة لتصحيح الحالة التي نعيشها من نقص في الخدمات والفساد والتخبط وذلك باختيار شخصيات كفوءة لها وزنها الاجتماعي والسياسي قادرة على إحداث تغيير في مسار العملية السياسية وانتخاب برلمان قوي ينتج حكومة اقوى قادرة على التغيير .
اما المقاطعة فمعنا تأجيل الازمة السياسية التي يعيشها البلد الى فترة اطول وبالتالي ازدياد حالة الاحتقان والبلبلة في البلد والهاء الحكومة عن القيام بواجباتها تجاه الشعب .
فبدلاً أن ننتظر حوالي خمسة سنوات للانتخابات بعد القادمة للمشاركة في الانتخابات وربما ايضا تتكرر الدعوات للمقاطعة مرة اخرى لماذا لا تكون هذه الانتخابات هي الحل .
وتكون بمثابة بذرة للمستقبل فعند اختيار القوى المحتجة من يمثلهم في البرلمان حتى لو كان العدد قليل واستطاع هؤلاء العمل وايصال صوت الجماهير بالتأكيد سيدفع بالمشكك و غير المقتنع بضرورة اختيارهم مرة اخرى .
على جميع من يدعو للمقاطعة أن يراجع نفسه ويتأكد ان الانتخابات هي الحل ولا حل سواها وأن زمن الانقلابات والثورات قد ولى ولا يصلح للعراق لا حاضراً ولا مستقبلاً ولن ينسى العراقيون ما جلبته لنا الانتقلابات من دماء وخراب وقتل في الماضي .
الوقت لم يأزف بعد والفترة طويلة لحين الانتخابات ما على الرافضين للوضع الحالي سوى الاتحاد سوية وتوحيد خطابهم من أجل إقناع المترددين والمشككين من الجماهير للمشاركة الفعالة وبكثافة وإقصاء كل فاسد من البرلمان القادم.