22 نوفمبر، 2024 10:58 م
Search
Close this search box.

سقط الجيش !

سقط الجيش !

إذا سقط الجيش , سقطت الديمقراطية والحرية والكرامة والسيادة الوطنية.

فلا يمكن لأي مجتمع أسقط جيشه ,  أن يبني نظاما دستوريا ويكون صاحب مؤسسات قانونية ذات قيمة حضارية وإقتصادية نافعة.

ذلك أن الإقتصاد القوي يجب أن يكون وراءه جيش قوي.

وبما أن ديمقراطياتنا قد محقت الجيش , والدولة والمؤسسات , وأقامت حالة أخرى , فأنها ركبت حصانها وراحت تجوب الإتجاهات الوعرة العثرة , ذات التحديات والتورطات المدمرة للذات والموضوع.

وهذا يفسر حالة التوقف والتأسن والمراوحة والإضطراب وتوالد التداعيات والإنحدارات المأساوية.

فلكي نصنع ديمقراطية صحيحة صالحة , يجب أن نبني جيشا وطنيا مستقلا منزها من أي شيئ آخر غير المصالح الوطنية العليا التي عليه أن يصونها , ويحقق الأمن والسلام لأبناء بلده , بحمايته لهم من الأخطار.
أي أن يكون الجيش الوطني مؤسسة مستقلة ذات أهداف ومهمات دستورية وطنية واضحة وفاعلة في الحياة.

فالجيش قوة وطنية وتأريخية وثقافية وفكرية ونفسية وعقلية وروحية , وإذا فقدت المجتمعات قيمة جيوشها فأنها تكون بلا قيمة ومعنى ودور وتأثير.
فالعلاقة ما بين القوة التي يرمز لها الجيش والكيان النفسي البشري , مترابطة وفاعلة في تأسيس القدرة على الشعور بالأمان والعطاء والتواصل والإبداع.

ولهذا فأن الإبداع والإختراع والإنتاج الثقافي المتميز والأفكار الأقوى , ينتجها أبناء المجتمعات صاحبة الجيوش القوية.

ذلك أن القوة العسكرية المعبَّر عنها بقوة الجيش , تكون العمود الفقري لإقتصاد قوي , وهذا ما نراه في الدول القوية إقتصاديا , أنها ذات جيوش قوية , فمهما إمتلكنا من أموال وثروات مادية لا يمكننا إستثمارها بدون جيش وطني قوي يوفر لنا آليات التفاعل الإنساني الآمن.

فهل سنصنع جيشا وطنيا نزيها لكي نحقق الديمقراطية ونتنعم بثرواتنا؟!

أحدث المقالات