24 ديسمبر، 2024 5:47 ص

كلنا في “الهزة” سوى

كلنا في “الهزة” سوى

رحل زمن الايديولوجيا .. لم تعد الارض تتكلم عربي. حل زمن الجيولوجيا .. الارض بـ “تتهزهز” عربي , وكردي, وتركماني. من زاخو الى الفاو مرورا بخانقين لم يعد كرد وعرب “هربجي رمز النضال” كما كان يقول المرحوم احمد الخليل. تحولات الارض لم تعد تعرف الحدود او السدود. والاخيرة باتت تهددنا بغرق من نوع اخر لم تعد تنفع منه لا “طنبورة” ولا “عنبورة”. الكرد والعرب فرقتهم المادة 140 ووحدهم مقياس ريختر. اهالي خانقين توحدت معاناتهم مع اهالي بغداد الجديدة والصدر والنعيرية وكيارة وجميلة التي لم تفيق بعد من صدمة المطر, حين قضوا لياليهم لايام عدة في العراء خوفا من الهزات الارتدادية.
 قد تكون الامطار “مكدور عليها” برغم فضائح البنى التحتية التي هزمتها صخرة بوزن 150 كيلوغراما لاسيما انها جاءت  بعد عقد من السنين العجاف ضقنا فيه شتى انواع الجفاف وصلوات الاستسقاء . الجفاف جفف كل شئ عندناالى الحد الذي زحفت فيه كل انواع الزواحف من من السلاحف والسناجب والتماسيح تتقدمها حية سيد دخيل التي تركت موطنها الاصلي اعماق الاهوار لتستوطن ناحية ازاحت اسم مؤسس الناحية ” سيد دخيل” لتصبح هي الاشهر والاكثر خوفا منه. لكن كل الافاعي والسلاحف والسناجب وحتى التماسيح بـ “صفحة” والهزات الارضية بـ “صفحة”.   كل شئ الا الهزة. هي ام المفاجات بالفعل. لاتنفع معها صخرة ولا شافطة ولا صاروخية. لاتنفع معها لا مساجلات اعلامية ولامناكفات سياسية ولا تبادل اتهامات تسقيطية.
 ولما كانت الهزات جديدة علينا حيث انه طبقا  لخبراء الزلازل والارصاد الجوية نحن خارج خط الزلازل المعروف لدى علماء طبقات الارض والجيولوجيا فان من المتوقع ان تنشأ ثقافة أهتزازية لدينا يمكن ان تدخل الى سلوكنا السياسي والاجتماعي معا. ومن يدري فقد يتم استثمار هذه الثقافة للدعاية الانتخابية التي بدات مبكرة على صعيد الامطار بحيث تحولت الى نوع من “حرب المجاري” مثلما اطلق عليها الدكتور هاشم حسن في مقال له هنا في “المشرق”. مع ذلك فانه يمكن بيع المزيد من المزايدات والوعود على صعيد  كيفية درء مخاطر الزلازل. ومن غير المستبعد ان تضع الكتل السياسية في برامجها الانتخابية فقرة تتعهد فيها باستيراد انواع ممتازة من  الفئران لانها من بين اكثر الحيوانات استشعارا للزلازل شريطة ان يتوجه المواطنون الى المراكز الانتخابية لتحديث سجلاتهم الانتخابية وعدم تضييع هذه الفرصة الذهبية لان ضياع صوت المواطن هذه المرة لا يعني فقط وصول الفاسدين الى  قبة البرلمان بل خسارتنا ملايين جديدة من الدولارات  تنفق هباء منثورا على انواع اصيلة من الفئران الاسترالية والافريقية. وربما تطالب كتل سياسية اخرى بتوزيع فارة لكل مواطن بموجب البطاقة التموينية باعتبار ان الفئران تتحسس الزلازل قبل ثلاث ساعات في الاقل. وبدلا من ان ننام في العراء .. ننام في بيوتنا امنين مطمئنين بحراسة .. الفئران.