خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
“تتمتع الطائفة اليهودية بنفس حقوق المسلمين في الجمهورية الإيرانية” (!!).. هكذا أدعى زعيم ونائب الطائفة اليهودية بـ”البرلمان الإيراني”، في حوار مع الموقع الحكومي، (منتدى شباب المراسلين).
ذلك النائب الذي يمثل: (أحد عناصر ديكور المشهد الإيراني). والواقع أن هذا المشهد لا يزدان فقط بديكور الانتخابات، وإنما تشارك بعض العناصر الأخرى، التي تلعب دور الألوان في هذا المشهد.
وأحد هذه العناصر؛ مقعد نواب الأقليات الدينية في البرلمان الإيراني. ولا يقتصر دورهم على المشاركة في مراسم البرلمان الافتتاحية بالزي الديني والجلوس على مقعد البرلمان، وإنما بالمشاركة الدائمة في الزيارات والاستضافات الخارجية على نحو يثبت أن “إيران” الجمهورية بالمعنى الكامل تراعي حقوق الأقليات.
علاوة على ذلك، يكلف هؤلاء بأداء دور استكمال أحجية البروباغندا في وسائل الإعلام الحكومية.
ومتى تحدث أحدهم إلى وسائل الإعلام يكون مضمون الكلام: “تتمتع الطائفة اليهودية بنفس حقوق المسلمين في الجمهورية الإيرانية” (!). بحسب موقع (إيران واير) المعارض.
إمتياز دستوري للأقليات..
وكان “همايون سامه يح نجف آبادي”، قد استضافه مراسل الموقع الإخباري (منتدى شباب المراسلين)، في كنيس “يوسف آباد”، بمدينة “طهران” للحديث عن عطف نظام “الجمهورية الإيرانية” تجاه الأقليات الدينية، وبخاصة اليهود.
يسأل المراسل: في رأيكم ألا يجب زيادة أعداد النواب اليهود في البرلمان ؟..
ويجيب “سامه يح نجف آبادي”: “يجب أن يكون لكل 300 ألف شخص في المتوسط؛ نائب في البرلمان، في حين أن عدد أبناء الطائفة اليهودية حوالي 15 ألف نسمة. وهذا الإمتياز دستوري للأقليات الدينية وأحد الرموز الحقيقية على كفالة حقوق الإنسان للأقليات الدينية في إيران”.
الطائفة اليهودية في إيران..
والسؤال: هل كنتم 15 ألف باستمرار ؟.. وهل هذا العدد قليل ؟.. وأطرح هكذا سؤال، لأن المراسل لم يسأل.
وسوف أجيب؛ لأن السيد “نجف آبادي” لم يفعل. بلغ عدد أبناء الطائفة اليهودية في “إيران”، عام 1978م، حوالي 90 ألف نسمة، وقد كان تعداد سكان “إيران”، آنذاك، 34 مليون نسمة، ولكن لأن عطف “الجمهورية الإيرانية”، على أبناء الطائفة اليهودية كان كبيرًا؛ فقد اتخذوا قرارًا بترك بيوتهم ومحلاتهم والهجرة، وفي الحالة الطبيعية كان لأعداد أبناء الطائفة أن يصل، في العام 2021م، إلى حوالي 200 ألف نسمة.
وبينما أكد “نجف آبادي”؛ أن عدد أبناء الطائفة 15 ألف نسمة، إلا أن العدد أقل بكثير من 9800 نسمة؛ وفق إحصاء العام 2009م.
علاقاتها بيهود الخارج..
ثم طرح المراسل سؤالًا مهمًا عن شكل وملامح علاقة الطائفة اليهودية الإيرانية باليهود في الدول الأخرى، وقال: “باعتبارك عضو برلماني وصاحب خبرة طويلة في تمثيل الثقافة اليهودية ورئاسة الطائفة اليهودية، كيف تعمل في هذا الصدد ؟”..
لكن إجابة “نجف آبادي”؛ كانت طريفة، وفيها: “تقوم سياسة الطائفة اليهودية على السعي، فيما يخص القضايا الثقافية والاجتماعية، للاعتماد على النفس وعدم التواصل مع الدول الأجنبية أو حتى الطوائف اليهودية بالخارج. وتقتصر علاقة طائفتنا الخارجية على القضايا الأسرية. ويتسم أداء الطائفة اليهودية، فيما يخص القضايا الثقافية بالقوة، بحيث لا تحتاج إلى أحد بالخارج، لكننا أحرار تمامًا في إقامة علاقات مع جهات خارج إيران، وسوف نفعل إذا اقتضت الحاجة”.
أهم رسائل وسائل الإعلام الحكومية في إيران..
“السيطرة على الرأي العام”؛ عن طريق نشر المعلومات المضللة والتصريحات المخادعة، وهي أهم رسائل وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية، وهو ما يُعرف بدقة باسم: “البروباغندا”، التي لا تُبنى في الغالب على المعلومات الكاذبة؛ وإنما أحيانًا تقدم للمتلقي، معلومات صحيحة تستهدف السيطرة على الرأي العام.
تمامًا كملاحظة (منتدى شباب المراسلين)، على لسان “نجف آبادي”، بخصوص أن القانون يراعي أن يكون لكل 300 ألف شخص نائب في البرلمان، والحقيقة أن القانون يتجاهل هذا البند، منذ فترة طويلة، بحيث توجد مدن كاملة دون تمثيل برلماني، لكن لأبناء الطائفة اليهودية مقعد في البرلمان، بينما لا يتجاوز عددهم 15 ألف نسمة.
وعليه تبدو المعلومة صحيحة، لكن عمليًا حين اعترفت “الجمهورية الإيرانية”، بالأقليمة الدينية، وسمحت بتمثليهم برلمانيًا، فالعدد لم يكن يعني شيئًا، ولكن حتى لا يخلو المشهد من أحد العناصر الديكورية.