ظل راس النظام البائد لأخر دقيقة قبل الغزو الامريكي 2003 يمني نفسه بالاحتفاظ بالسلطة وهو يعتقد بانه اقل سوءا على العالم من اي بديل يحكم العراق وحيث كان البديل القوي احزاب دينية متطرفة احتضنتها انظمة ارهابية في الشرق الاوسط احدهما محاصرة الان بشدة من قبل المجتمع الدولي والاخرى الان تحرق الحرث والنسل في حرب اهلية ضروس منذ اكثر من سنتين واثبتت الاحداث بانه كان على حق.. ويبدوا ان الامريكان كانوا يعرفون هذا جيدا لهذا سلموا العراق الى (( الفوضى الدائمة ) وسموها تظليلا ( الفوضى الخلاقة ) وجعلوا منه مختبرا كبيرا لتجريب (اسلحة الدمار الذاتي ) واهما( القنبلة الطائفية المقدسة ) والتي اثبتت انها اكثر هولا من اي سلاح دمار شامل توصلت اليه البشرية فالخراب الذي احدثه هذا السلاح في العراق يفوق في تأثيره قوة الف قنبلة ذربة مثل التي القيت فوق هيروشيما او ناغاساكي فهذا السلاح لا يدمر ما بنته اجيال ولا يقتل الالاف البشر فقط بل انه يمسخ انسانية الانسان ويحوله لمرتبة ادنى من القردة والخنازير التي لا تستحل دماء ابناء جنسها ولا تهجرهم وتستولي على بيوتهم واموالهم لا لحجج طائفية ولا غيرها .. وصار هذا الكائن الانساني المشوه بهذا السلاح يفكر بغريزته في اللاشعور وهو يعتقد انه مثقف او مفكر او عبقري او انه عالم او علامه او حجة في الشعور (( واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون ) .. وهذا هو الجواب لبعض الخيرين في العالم الذين يصرخون .. اين العقلاء والحكماء من العراقيين لماذا ( يخربون بيوتهم بأيديهم ).. هذه القنبلة التي حولت العراق الى جحيم والانسان الى مشروع لا يشوبه الفساد للرعب والموت المقدس على يد الارهاب والمليشيات المقدسة يقودها مقدسون شعارهم ( نفذ ولا تناقش ) يرسلون اتباعهم واعدائهم بالجملة الى الجنة والنار بالنيابة عن الله المقدس ولسان حالهم يقول ( كل عراقي طائفي وان لم ينتمي ) ومن شكوا بانه غير منتمي فعلا وهو ( مسلم فقط ) اصبح قتله (عمل شعبي ) لا نه يشكل خطر داهم على ( تجارتهم المقدسة ) وتجارة اسيادهم ومستخفا ببركات مقدساتهم الاسطورية .. وهكذا يتم استنزاف العراق من كل المعتدلين دينيا وفكريا الذين يعيثون عصرهم لا في العصور الغابرة لانهم اساس كل حضارة .. ولمصلحة من ينفذ هذا المخطط الرهيب .. ومن هو المستفيد من هذا الصراع الطائفي الرهيب الذي حول دول حضارية عريقة مثل العراق وسوريا ولبنان الى خراب ينعق فوقه الغراب..