ما يُطرح على أنه تراث الأمة في حقيقته تراث الكراسي , وأمثلة على الصراعات الغابية الحامية حولها , فما يحسبونه تراثا , هو إقتتال شديد للفوز بالكرسي.
وهذا ليس تراث الأمة الذي به سادت وتألقت , فالأمة إنطلقت بتراثها العلمي الذي أوجده العقل الفاعل النابه المبتكر المفكر.
تراث الأمة الحقيقي مِن نضح يتفكرون , يتدبرون , يتعقلون , وليس الذي أوهمونا بأنه التراث.
تراثنا ينام في مخطوطات معتقلة في زنازين ظلماء في متاحف الدنيا ودور كتبها ومكتباتها , وأبناء الأمة يعجزون عن تحقيقه وإظهاره للعالمين.
ليس للتشبث به والتوقف عنده , وإنما لتنطلق الأجيال نحو مستقبلها بثقة وإقتدار , وإيمان بأنها قادرة على الوصول إلى ما تريد من التطلعات والأهداف.
فالأمة حية ولودة رغم المصاعب وتراكم الشدائد , وفي أحلك أزمنتهاوأقسى عصورها أنجبت الأفذاذ اللامعين الذين أناروا دروب البشرية , وأوجدوا معالم وأسس العلوم , التي بنت عليها حضارتها.
فلا يوجد علم لم يسبر أغوار بداياته أجدادنا , وكتبوا عنه وبحثوا فيه , واستحضروا أمهات الأفكار المنيرة الخالدة المتصلة به.
فتراثنا الحقيقي مغفول ومطمور , وهذا الذي يوهمونا بأنه تراث , ما هو إلا تضليل وتعطيل لإرادة الأمة , وإضعاف لقوتها وقدرتها على الحياة.
تحية لأمة ذات تراث مشرق زاخر بالمعارف والعلوم والإضاءات العقلية المطلقة.