من بين اخس الوسائل التي يعتمدها الطواغيت هي تعدد الضربات حتى تشتت الحقوق وبالنتيجة يتسيد الموقف المغالطات المنطقية .
هذه الظاهرة يعيشها العراق خصوصا والعرب عموما بعدما كانت قضيتهم فلسطين وعقيدتهم الاسلام، تمكن الصهاينة وادواتها البريطانية والامريكية من ضعضعة اعمدة القضية باستدراج ابناء القضية قوميا للقيام باعمال ارهابية ضد ابناء العقيدة مما جعل الراي العام العربي يخلط بين قضية فلسطين وكم ارهابي فلسطيني لينبذ القضية الفلسطينية باعتبارها قضية الارهاب الفلسطيني متناسيا الارض والقدس والشعب الثائر في فلسطين .
وكذلك عقيدة الاسلام او الخطاب الاسلامي استطاعت الدوائر الصهيونية من خلط الاوراق بين واقع الخطاب الاسلامي الرائع والوضع المزري الذي تعيشه بعض او اكثر البلدان الاسلامية بسبب تدخل تلك الدول وصناعة عملاء من نفس ابناء العقيدة ومن كل المذاهب بما فيهم السنة والشيعة وجعلتهم في نفس الوقت متناحرين فيما بينهم مما ادى الى التنكيل بالاسلام وجعله السبب في الوصول الى هذا الحال المزري .
بل خلقت جيلا غبيا احادي النظر لدرجة انه يتهم الجهات التي تخالف سياسة الطواغيت في اي عمل اجرامي يقع في بلدهم وهذا هو المطلوب بل واستخدمت عناصر اثرت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي للتاثير في الشارع العراقي وكان للقنصل الامريكي في البصرة “تيمي ديفيس” العضو السابق في دائرة الأمن والاستخبارات في البحرية الامريكية كان له الدور البارز في تدريب هذه العناصر ،( اقراوا مقالنا ـ القنصل الامريكي في البصرة والاسلوب الماسوني ـ ) .
في العراق حدثت جرائم اتهموا فيها ايران وهذا هو المطلوب وحديثنا هذا ليس دفاعا عن ايران ولكن التلقائية في الاتهام والترويج لاكاذيب حتى تمكنوا من جعل شرخ خطير بين ابناء الملة الاسلامية ، وفي نفس الوقت اي عمل ارهابي يتم اتهام السعودية والسعودية ليست بريئة من هذه الاعمال ولكن للصهيونية والجهل بالاسلام من قبل مسلمي بعض الدول دور بارز في هذه الاعمال الارهابية
لاحظوا في العراق قتل بريء ناشط مدني تحركت مجموعة متخصصة باشعال الحرائق بالقرب من القنصلية الايرانية في كربلاء ، لاحظوا انتفاضة ابطال فلسطين في القدس بينما تظهر اصوات نشاز لتدين فلسطين باعتبار ارهاب بعض الفلسطينيين في العراق ، لاحظوا تقارب وجهات النظر بين السعودية وايران او تركيا ومصر او ايران وامريكا فتظهر اصوات لتندد بهذا التقارب مدعية انه مؤامرة او تنازل من قبلهم بعدما ادوا الدور المطلوب لانهم يعيشون على الفتن والتناحر .
هنالك مواقف لهذه الدول تبقى كما هي سلبية او ايجابية ولا يمكن مسحها من التاريخ مثلا جريمة المنشار او انكار قضية المهدي عليه السلام ، ولكن هذه المواقف لا يمكن لها ان تبقى حجر عثر في النظر الى المستقبل لاسيما ان حلولها كلها ارهابية وعدائية وهذا يعني لابد من قتال ، وهذا المطلوب والمرغوب عند الدول الصهيونية .لذا غض النظر عنها الان ومد يد التصالح لتفويت الفرصة على رجال الفتن
نقرا تاريخنا الرائع ونرى في محطات منه لجأ المعصوم للحوار مع العدو لاجل ايقاف الحرب بل ان صلح الحديبية للرسول (ص) خير دليل على الخطاب الاسلامي الرصين لحقن الدماء دون التنازل عن العقيدة .
لا ننكر هنالك خطابات كانت تتبناها بعض الدول ضد الاسلام عموما والشيعة خصوصا الان اختفت ، هل اختفت بسبب القناعة في الخطأ ام اختفت بسبب العجز في التغيير ؟ هذا يكون في حسابات المسلمين وقراءة الاخر مستقبلا اما منح الثقة كاملة لصديق اليوم بعدما كان عدو الامس لا اعتقد ذلك صحيح ، يبقى الحذر فيما بينهم مع اظهار حسن النوايا على اقل تقدير لتهدئة الوضع المتازم .
ظاهرا ان المنطقة اتجهت للسلام بعدما عجز من اثار الفتن والحروب الى الوصول الى غاياتهم او لربما انتهت اللعبة والانتقال الى لعبة اخرى ، ولكن بالنتيجة فان موقف ايران كان اكثر صلابة من بقية الدول واما بالنسبة للعراق فانه لا يملك اوراقا ليلعب دورا مهما بين الدول سوى الاغلبية الشيعية والديمقراطية الهزيلة التي منحتهم الحكم .
وفي الختام تبقى فلسطين هي قضية المسلمين وتبقى عقيدة الاسلام سيدة الاديان