في مدخل الحمراء كان لقاؤنا ما اطيب اللقيا بلا ميعاد، هكذا افتتح الشاعر الكبير نزار قباني قصيدته (غرناطة) مغازلا الحضارة الاسلامية في الاندلس عند رؤيته القصر الحمراء في اسبانيا لاول مرة في حياته ، ومن يعيش جو هذه القصيدة يلاحظ ان الشاعر نزار قباني لم يعبر عن حبه للحضارة الاسلامية فقط بل رسم لنا بريشة فنان لوحة فنية فائقة الجمال مزركشة كسجاجيد بلاد فارس معبرا فيها عن الحب من اول نظرة وهو اسمى انواع الحب واكثرهم نقاء و طهرا حب بلا موعد بلا تحضير بلا استعداد لهذا الموعد العظيم حب دافئ كحضن الام ، حب صافي كينبوع زمزم …. لم يختلف لقائي مع الحبيب كثيرا عن لقاء نزار بالحمراء ففي مدخل كليتنا الجميلة وفي اول العام الدراسي صادفت محبوبة القلب ، فتاة اجمل من الحان كاظم وشعر نزار بالحب ، اجمل من قصائد درويش في الوطن ، اجمل من لوحات دافشني فتاة خالفة كل قوانين نيوتن في الجاذبية وقفت وانا في دهشة من امري اطيل النظر في تفاصيل وجنتيها ، شابة جميلة كشوارع بغداد هادئة كاغاني فيروز ، رقيقة كقطرات الندى ، خائفة كطفل فاقد لامه ، كان الجو باردا وكانت تفرك في راحات يدها وهي ترتدي الكوفية البيضاء، هل انت شاميةٌ سألتها احمرت خجلا ثم قالت و في فلسطين ارض العزة اصلي و ميلادي انهيت الكلام ومشيت وانا مدركٌ ان كل هذا الجمال لم يكن سوى نسمات عطر حملتها لنا الرياح من خلف قضبان الحصار .