في هذه الليلة ياعلي.. لا اريد الكتابة عنك.. فأنت عظيم جدا، وانا رجل لا يفقه العظمة، ولست من الصالحين جدا كي ادرك مقامك..!
انا احاول هذه الليلة محاورة جرحك الذي اوجع قلوبنا واقرح جفوننا.. 1400 عام واكثر ، ولازال جرحك يؤلمنا حد الصراخ، كلما تماثل للشفاء نكأهُ الايتام وراح ينزف وجعا من جديد.. في هذه السنة لم اكن مختلفا عن بقية سنوات عمري ابدا، فجميعها متشابه حد التطابق.. فالايتام لازالوا بلا امان، رغم وجود حفيدك علي ومؤسسة العين.. الا ان ذلك غير كافٍ لكثرتهم والثكالى.. فقد افرزت قوافل الشهداء مئات الاف من اليتامى والالاف من الفاقدات اللواتي يلذن كل جمعة او صبيحة كل عيد عند مقامك الشريف ومنه الى ما تبقى لهن من شواخص علقت على اعلاها صور من فقدن..!
سيدي ياعلي وانا اعلم ان ترى وتسمع، لكنني اريد ان انقل لك صورة حية ومباشرة قام بها مجموعة ايتام هذه الليلة في شارعنا المليء بالايتام.. رأيتهم يحملون ما يتمكنون عليه من نعم الله قبل الافطار ويطرقون ابواب الجيرة ويطمعون الصائمين على حبك كرامة وعزة..!
الصورة الثانية
في هذه الليلة
عليُ يصلي هنا
وزينب.. وصوت الإوز.. والباب والمحراب.. وسيف اللعين يستقر في هامت الرحمة..ومجموعة ايتام عند الباب يحملون بين ايديهم اللبن ليسقوا به اباهم الذي كان يأويهم الى قلبه بكل ما فيه من رحمة، وبكل ما فيه من عطف وابوية..!