18 ديسمبر، 2024 9:46 م

تويتر ونهيق الزمايل … إنَّ أنكر التغريدات هي تغريدات الحمير

تويتر ونهيق الزمايل … إنَّ أنكر التغريدات هي تغريدات الحمير

لقد تجلّى كل الابداع الفني والذوق الإنساني في إبتكار (موقع تويتر) وهو يواكب التطور الحضاري ومسيرة التقدم التقني الرائد في مجال الإلكترونيات لتنطلق منه رسائل سياسية وإجتماعية وعلمية ترصد الأحداث والمنجزات وتوثق النشاطات التي تخدم المجتمعات البشرية.
وقد درجت العادة أن تكون تلك الرسائل قصيرة في سطورها وعظيمة في مضامينها خصوصاً وهي تصدر في الغالب من مصلحين وعلماء ومفكرين وسياسيين.
ولكن الشيء المقرف والمخالف لأهداف موقع تويتر ورسالته الانسانية والذي يحصل اليوم وبدلاً من أن يكون (تويتر) فضاءً يغرد كالعصفور الشادي فإنه وللأسف أصبح مرتعاً للمنحرف مقتده البلشتي في إستغلاله منصة قذرة وساحة ملوثة وسلاحاً قاتلاً فيقوم في بث أفكاره الاجرامية ورسائله الحاقدة والتي يؤطرها بإطار ديني طائفي بغيض فيتلاقفها أتباعه الجهلة (كما صرّح بنفسه عنهم) والذين يأتمرون بأمره لتنفيذ مايدعوهم له فيسارعون الى أعمال القتل والبلطجة وإرتكاب الجرائم بحق أبناء الشعب وهذا ماحصل في الإحتجاجات الشعبية للعراقيين على مرأى ومسمع من الحكومة العراقية والعالم كله والتي كانت تطالب بأبسط الحقوق المسلوبة منهم بل أن جميع الشواهد تؤكد مشاركة الحكومة في تلك الجرائم بعد السكوت عنها.
وبصرف النظر عمّا تحمله تغريدات مقتده من مواضيع خطيرة بحق المجتمع العراقي فإننا نلاحظ حالات التهكم بها والإزدراء منها والاستخفاف فيها لما تحمله من بؤس وتخلف وعنجهية وكلمات نابية والتي تعبر عن المستوى الضحل للتافه الرعديد مقتده وأن الجميع ينتظرون تغريدات المجرم مقتده ويتابعونها ليس إعتزازاً بها إنما لاتخاذ مايمكن إتخاذه من وسائل إحترازية وخطوات تحذيرية تجاه الأعمال الوحشية التي يمكن حصولها والتي وقع الكثير منها بعد التغريدات مباشرة والتي تمثل نداءات وأوامر لأتباعه وفصائله المسلحة المليشياوية القاتلة.
كل ذلك قد لايكون مهماً وهو يصدر من إنسان معتوه قد إبتُلي العراقيين به وبأتباعه من القطيع المتخلف ولكن المهم والأخطر في الأمر هو سكوت موقع تويتر نفسه عن هذه الجرائم والتغافل عنها من غير وضع حدود رادعة لهذه التصرفات الوحشية غير المسؤولة من المجرم مقتده ونحن نرى أن تعليقاً بسيطاً أو منشوراً سطحياً غير مؤثر يصدر من مواطن بسيط تتخذ تلك المواقع إجراءاتها الصارمة في حذف تلك المنشورات والتعليقات لمجرد ورود كلمات غير مقصودة فيه وتفرض عندئذ عقوباتاً والتي منها منع المشترك من التعليق لمدد مختلفة تتزايد تبعاً لتكرار ذلك النمط من المفردات اللغوية في تلك التعليقات.
والأهم من ذلك كله هو سكوت الصوت الإعلامي وخفوته للصحفي والمثقف والمسؤول العراقي أمام هذه الكارثة ومايرافقها من مجازر وحشية بحق العراق والعراقيين وتجاهله عمّا يحصل وكان الأحرى بهم تقديم مذكرات إحتجاجية ضد موقع تويتر وإرغامه على إضطلاعه بمسؤولياته الأخلاقية والقانونية لمنع هذا المعتوه اللقيط مقتدى من ممارسة هواياته المفضلة في القتل وإشاعة الفساد وزرع الفتن ونشر الخراب.
كلمة أخيرة …. هل تأتي تلك اللحظة التي لايكتفي القانون العراقي بمحاسبة المجرمين أمثال مقتده وأشباهه إنما ملاحقة (تويتر) وغيره من المواقع في المحاكم الدولية وإعتبارها شريكة في ما حلَّ من قتل ودمار في العراق.