في ظل ما آلت إليه الأوضاع السياسية في العراق ، فإن ذاكرتي تستحضر ليةأحياناً ، بعض الأصدقاء والمعارف الطيبين الذين أعدمتهم السلطة البعثية بسبب إنخراط بعضهم في العمل السياسي ، بين يساريّ أو ( إسلامي ) وما بينهما ،أو أن بعضهم تمت تصفيتهم تحت ذرائع واهية مبنية على تهم كيدية أو مجرد تهم باطلة ، فأترحم عليهم لأن غالبيتهم كانوا في ريعان الشباب فضلا عن كون بعضهم غير متزوجين ، كانوا مندفعين بحماس ومتفانين من أجل إنقاذ شعب العراق من جور الطغاة والمستبدين .. أسأل نفسي ، بل نفسي هي التي تسألني أحياناً ، ولا فرق في ذلك ، أقول ، وتقول نفسي أيضاً ، رغم أن فرض المحال ليس بمحال ، لو أُتيحتْ لهؤلاء فرصة العودة للحياة مرة أخرى في ظروفنا الحالية بكل تعقيداتها وما ظهر عليه الكثير من الساسة من توجه بالضد من هموم الشعب الذي سبق وأن نادوا بأنهم يعملون من أجله ، فهل أن هؤلاء الشهداء كانوا سيصبحون كأقرانهم الحاليين من الساسة الذين سبق وان عملوا معهم وكُتبت لهم النجاة فتسنموا مناصب رفيعة وتركوا ما كانوا ينادون به سابقاً ،أم أنهم سيلعنوهم ويعلنون البراءة منهم ومن أفعالهم، بل ولعل بعضهم سوف يعض على أصابعه ندماً وأسفاٌ إذ هو ضحّى بنفسه وشبابه لكي يتنعّمَ غيره بالجاه والمال والمناصب والعقارات ؟ بالطبع ليس بمقدورنا الإجابة عن هذه التساؤلات نيابة عنهم لأن ذلك ليس من حقنا ،ولكن بالإمكان إستنتاج الأجوبة من خلال معطيات الواقع الحالي ؟
غير أنه من باب الوفاء لهم علينا ان لا ننساهم ونتذكرهم دائماً .