18 نوفمبر، 2024 3:40 ص
Search
Close this search box.

ماذا يريد السيد مقتدى الصدر من السيد المالكي؟

ماذا يريد السيد مقتدى الصدر من السيد المالكي؟

بأختصار شديد وبكلمات قليله مدله نستطيع القول ان جل مايريده السيد مقتدى الصدر هو الخير للسيد المالكي وللحكومه وللشعب العراقي المظلوم.
وانه صرح وفي اكثر من مناسبه انه شخصياً والتيار الصدري عموماً لايحمل اي ضغينه تجاه شخص السيد نوري المالكي رئيس الوزراء.
وان من يحاول شخصنه المواقف ويحرف الامور عن مساراتها الحقيقيه واهم او متوهم، او متعمد ان يخلط الاوراق ويخلق الأزمات بين مكونات التحالف الوطني الذي تعتبر كتلة الاحرار مكوناً اساسياً فيه وبين دولة القانون التي هي رقم لايمكن تجاوزه في كل حال.
ربما يكون الامر برمته هو سوء فهم لتصريحات سماحه السيد مقتدى الصدر وتوجيهاته.
ولكن الحقيقية تقول ان السيد الصدر يريد ان يبني مع جميع الشركاء عراقاً واحداً امناً، مكتفي شعبه من خيراته، مأمون عليه من جواره بهويته الاسلاميه المعتدله المعروفه، وبنسيجه الاجتماعي ، والسيد مقتدى حاول ان يوصل هذه الرساله الى من يعنيهم الامر مراراً وتكراراً، وكانت مواقفه من الاحداث الكبيره والتداعيات الخطيره والازمات التي تعصف بالبلد ضمن هذا الأطار ، ولم يكن يسعى للحصول على مكاسب دعائيه او انتخابيه او غيرها.. الموقف كان يدلل على الحرص، والحرص على ايقاف التداعيات الخطره التي تحدثها بعض المواقف السياسيه كان هاجساً قوياً دفعه الى اعلان مواقف وصفها البعض (بالمتفرده) والاخر بـ(المتقلبه) ولكن من يدرسها بوعي يجيد انها مواقف تتطابق مع الارادة الوطنيه لكل مخلص للعراق بشكل كامل.
ربما الاختلاف على اليات تحقيق الهدف، فهدف الحكومه والسيد المالكي والسيد الصدر وكل المكونات العراقية الاخرى هو بناء العراق وانقاذه من الازمات التي تعصف به.
والكل متفقون على ذلك ولكن سوء الفهم الذي يجلل المواقف المتبادله ادى الى اتساع الهوه بين العراقيين، وان بعضاً من الأناة والتروي والانفتاح ضروري جداً للتعامل مع مواقف سماحه السيد الصدر وكتلة الاحرار التي بدأت بانتهاج مستوى جديد من الوعي المتحرك وفق ضوابط شرعيه وسياسيه ومحددات لايمكن القفز عليها او التنازل عنها وهي امور يعتبرها التيار الصدري ثوابت اساسيه لبناء دوله عصريه.
ان المنهج الذي يتبعه التيار الصدري للمرحله المقبله يتمثل بعدم التقاطع مع اي جهه كانت ، وهو مستعد لفتح صفحات جديده مع كل الفرقاء أملاً في الوصول الى حالة توافق وانسجام وطنيين دون تاثيرات طائفيه او عرقيه لانه يعتقد وبشكل جازم ان سبب عدم استقرار الوضع العام في العراق يعود الى تغييب المنهجيه الوطنيه وتغليب عنصري الطائفه والعرق على منهج الوطنيه.
وسماحه السيد مقتدى الصدر وكما استخلصناه من أدبياته وبياناته وكتاباته يسعى الى تحقيق المشروع الكبير للسيد الشهيد محمد محمد صادقالصدر(قدس) الذي أرسىا بشرف وأمانه وتضحيه نادره دعائم هذا المشروع الكبير والذي يتحمل التيار الصدري من اتباعه المخلصين مسؤوليه المساهمه في ارساء دعائم هذا المشروع.
اذن اين الاختلاف بين منهجيه التيار الوطنيه وأي توجه وطني لاي تيار أخر ماداما يتفقان على وحدة العراق..؟
والجواب يكمن في ان التعامل مع الأخر على اساس الحكم المسبق والمواقف والتراكمات التي قد تكون أدت الى تحشيد ارتدادات ومناورات ومواقف جاهزه تلغي الأخر او تحيده، او تحاول تشويه صورته لدى الاخرين هذا النوع من التعامل سيؤدي حتماً الى فشل اية جهود حقيقيه ترمي الى رأب الصدع وأصلاح ذات البين وتوحيد الكلمه، خصوصاً وان الرؤى تتطابق ضمن الافق العام لمجمل عملية البناء المطلوبه.
وينبغي الالتفات الى حقيقية مهمه جداً، وهي ان اعداء العراق وبمختلف توجهاتهم يسعون الى خلق ازمات بين التياروبين المكونات الاخرى ولكن حكمة القرار الاول كانت تفشل هذه المؤامرات رغم ان التيار خسر الكثير جراء مواقف اتخذها بالضد من الطائفية السياسيه، او في اللحظات التي وقف فيها مع السيد المالكي في ترشيحه للولايه الثانية وهي مواقف أدت الى ردود افعال لم يكن بعضها منضبطاً من قاعدة شعبيه عريضه تؤثر بها الدعايه والاعلام المضادين، الا ان سماحه السد مقتدى الصدر أصر على المضي قدماً بهذا الاتجاه.
ان المخلصين يتمنون ان يروا مواقف اكثر مرونه وقرباً بين التيار الصدري ودولة القانون، العراقيون يطمحون في تجاوز الحاله الفرديه التي خلفتها الاجواء الاعلاميه لتصدي بعض نواب كتلة الاحرار لبعض المفسدين والتي فهمها الطرف الاخر بانها اضعاف للحكومه ولرئيس مجلس الوزراء، وهي في حقيقتها لاترمي الا لكشف الفاسدين وتعريتهم وتحشيد ابناء الشعب بالضد منهم ، فحينما يتحول النقد الى تجريم وتشهير، تبدو النوايا اكثر سوء وتسود الافكار والفضائح والاخبار شاشه العرض الموضوعي وهذا مامنعه سماحه السيد مقتدى الصدر حيث رفض التشهير وطالب بتقديم الوثائق التي تدين المفسدين وأمر بمحاسبه من لايلتزم بذلك.
وماذا يريد السيد مقتدى الصدر من السيد المالكي ايضاً؟
يريد ان يغلق ملفاً اصبح مؤرقاً لابناء التيار، وهو ملف المعتقلين والمحكومين بسبب مقاومتهم للمحتل الامريكي الغاشم وهو ملف ليس بالصعب ان توفرت حسن النيه وتم التعامل معه بواقعيه.
وماذا ايضاً؟
احترام رأي الشركاء ومشورتهم في القرارات المهمه والستراتيجيه فهو يقوي قرارات الحكومه رئيها ويدعمها ويجعلها اكثر تأثيراً وأهميه، وينجو من لائحة من يتهمه بالتفرد بالقرار..
وماذا ايضاً؟
ليس الكثير السيد مقتدى الصدر يريد من دولة رئيس الوزراء ان يتفهم مشروع التيار الوطني الذي لايضر الا اعداء العراق وهو اي (ابا هاشم) (كما يحلو لاتباعه ان يطلقوا اللقب عليه) ذو قلب كبير متسامح.. مفتوح لكل بادره خير، والصلح خير ، والعراق يحتاج ان تتشابك الايدي من جديد معلنه بدء مرحله جديده تحقق فيها الخير لابناء شعبنا الذي لايفرح ابداً بفرقتنا ويهلل ويكبر لوحدتنا التي بها نستطيع ان نؤسس لدولة قويه مهابه يعيش اهلها في بحبوحه ثرواتها وللعراق الذي نذرنا أنفسنا جميعاً من اجل أبناءه وازدهاره.
اننا نرى ان حرب الملفات يجب ان تتوقف،و ان المشاركة تعني ان نخلص لقضيتنا الاساسيه، لذلك فأن السعي لافشال تجربة التيار الصدري في محافظة بغداد واثارة ملفات عدم شرعية الجلسه الاولى وتخريب المجلس ليس من مصلحه احد مطلقاً وأن ادعاء الوطنية والاخلاص يقتضي دعم اي شريك يتصدى للمسؤولية الاولى.. وهذا مانرجوه من الاخوه في دولة القانون.
نكأ الجراح سيزيد الجرح نزفاً وأن اثارة الفضائح ستزيد في غل القلوب  وأن المرحله الصعبه والتحدي الامني وتحديات الاعمار والخدمات تستوجب توحيد الجهود.. وهو ما فيه خير الامه وصلاح البلد.
المطلوب مبادره صادقه لحسن النيه، وأنا على يقين ان ابناء التيار الصدري وعلى رأسهم قائده السيد مقتدى الصدر (اعزه الله) يفتحون قلوبهم قبل أبوابهم لكل بادرة خير ولكل نيه صالحه.
[email protected]

أحدث المقالات