تحدثنا الاسطورة اليونانية عن دولة اقامتها نساء محاربات اخترن ان يعشن حياتهن بدون السلطة الذكورية وقد امتدت مدينتهن لتشمل مدن اخرى ، وقد ذكرت هذه النساء في الالياذة وغيرها من الكتب التاريخية اليونانية.
لماذا اختارت الامازونيات هذا السلوك المنافي لفطرتها الانثوية؟
هل من الممكن ان تعيش المرأة وتمضي حياتها وتقيم دولتها الخاصة دون الرجل بل وتحارب الرجل الذي يعارضها وينافسها كما فعلت الامازونيات اللاتي دخلن معارك ضارية ضد و مع رجال الاغريق؟
ما هو سبب عداءها للذكر حتى لو كان ابنها فهي ان حملت تنتظر حملها اذا ذكر تقتله او ترميه على حواف المدن الاخرى واذا انثى تستقبلها بالاهازيج والاحتفالات ؟.
هل ممكن ان تصل المرأة الى هذا المستوى ضد انسانيتها ؟
توقع البعض ان الامازونيات مجرد اسطورة لكن الحفريات الحديثة اكدت على اكتشاف رسوم واثار وهياكل عظمية لإناث محاربات حاربن مع الرجل وضده،
وان كانت مجرد اسطورة فالأسطورة كما يقول فراس السواح في بعض جوانبها ذاكرة الانسانية، وفيها تحفظ الاحداث غضة بشكل رمزي لا يتطلب فهمه سوى الامساك بمفاتيح التفسير.
ان الامازونية امرأة لها نفس الطبيعة الانثوية ولها نفس المشاعر والاحاسيس لكن نتيجة للهيمنة الذكورية آنذاك وظلم المجتمع واستبداده مع المرأة اضطرت لسلوك مسار منافي لأنوثتها وامومتها لتثبت قوتها ولتثبت ذاتها امام الرجل وامام نفسها ولو كان ضد غريزتها.
و ان انتشار اسطورة الدولة النسوية في ثقافات وحضارات اخرى خارج الحضارة اليونانية انما يدل على رغبة المرأة المكبوتة بتحقيق مجتمع مسالم بعيد عن العنف تتجسد فيه القيم الفاضلة والنبيلة وتبني فيه كرامتها على اسس نابعة من شعورها بالحرية والمساواة وكونها سيدة مصيرها..
وقد تكون المرأة المحاربة رمزا للمرأة التي تعيش اضطهادها على مر العصور والازمان، فهي تحارب لتحقيق العدالة ، تحارب الظلم بمعناه الاوسع والممتد، تحارب لتحقيق احلامها.
انها ليست دعوة لإقامة دولة نسوية لا يعيش فيها الذكور.. انما نسعى لإقامة دولة تتحقق فيها القيم الانثوية الخالصة و المتمثلة بالمحبة والسلام…