أرادت الأديان تقديس الله ورسم صورة عظيمة له ، فمنحته صفات الكمال البشري ، وهنا حصل المأزق الذي حاولت تداركه وتبريره سواء في متن الكتب المقدسة أو شروحاتها .
أنسنة الله وإضفاء صفات العلم والكرم والرحمة والعدل … تسيء الى صورة الله فلو نظرنا اليه وفق مضامين ومعايير هذه الصفات نجده لايتطابق معها ، بل يوجد الكثير من البشر الذين ( يتفوقون على الله ) في العدل ورفض الظلم ، بينما الله يرى كل هذه الكوارث الطبيعية والظلم والفقر والحروب وسفك الدماء ولايتدخل لمنعها وحماية البشر ، فأين عدالته ؟
وإذا أُجيب عن هذا بتبرير الإبتلاء والإمتحان للناس .. فهذا ليس عدلا ، وأبسط أب يرفض تعذيب أولاده بهذا الشكل بقصد إختبارهم ، ومن باب الأولى بالله الرحيم العطوف بحسب وصف الأديان له ان يرفض مفهوم الإبتلاء رحمة بمخلوقاته خصوصا ان لديه وسيلة علم الغيب لمعرفة قلوب البشر ومدى طاعتهم وصلاحهم !
في حال رجحنا فكرة أن الأديان من صنع البشر ، يبدو طبيعيا هذا التصور البشري لله ، فلايوجد معيار يمكن بموجبه رسم صورة له ، ويظل الأمر مزيج من الخيال والفكر لتصور الخالق الذي حجب نفسه عنا وتركنا في مأزق عدم معرفة ذاته .