لم تسفر نتائج الانتخابات البرلمانية الرابعة عن نتائج حاسمة تخرج اسرائيل من المأزق السياسي الذي تعيشه. وبدأت محاولات بنيامين نتنياهو لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة بزعامته، بعد تكليفه من قبل رئيس الدولة ريفلين وحصوله على توصية 52 من أعضاء الكنيست من أحزاب مختلفة.
وحتى الآن يبدو أن نتنياهو يواجه مصاعب وعوائق وتعقيدات جدية هي الأصعب على مدى تاريخه السياسي. فهو يواجه عداءً سياسيًا من قبل أنداده ومعارضيه وعلى رأسهم ساعر الذي انشق عن حزبه، ويرفض الانضمام لحكومة يقودها نتنياهو المتهم بثلاث قضايا رشوى وفساد، ويحاول جاهدًا شق الأحزاب المنافسة له واستقطاب واستمالة عدد من أعضائها لضمها للائتلاف الحكومي، واقناع سموريتش بضم القائمة العربية برئاسة منصور عباس للحكومة أو دعمها من الخارج.
وعلى الرغم من المعارضة الشديدة التي يواجها نتنياهو وتهم الفساد التي تلاحقه، فضلًا عن المظاهرات الحاشدة المطالبة بتنحيته عن سدة الحكم، إلا أن نتيجة الانتخابات تؤكد وتثبت أنه ما زال يتمتع بشعبية كبيرة ودعم قوي، وهذا إن دل على شيء فيدل على أزمة قيادة في اسرائيل.
وفي المقابل فإن فرص المعسكر المناهض والمعارض والبديل لنتنياهو هي ضئيلة ايضًا، وإذا ما تحقق هذا الأمر فإن عمر هذه الحكومة سيكون قصيرًا. وعلى ضوء ذلك فالسيناريو المتوقع الذهاب إلى انتخابات خامسة في أكتوبر القادم.