عبارة سلبية إقناطية ذات دلالات عجز , وفقدان المقدورية على العمل والتفاعل والتعاون والعطاء الإيجابي , اللازم لبناء الحياة بتطلعاتها المتواصلة مع مكانها وزمانها.
وتتكرر في خطاباتنا , ويسمعها الناس مرارا كل يوم , فتساهم بتعزيز الخمول وتثمير الكسل , وتدمير إرادة الحياة , وتحطيم الجسور الواصلة ما بين الحاضر والمستقبل , وتجعل البشر يشعر بأن الزمن بلا أبعاد وضرورات تغيير وتجدد.
تأتيك برسائل , إقرارا بالعجز وبعدم القدرة على العطاء الفعّال الجاد , الذي يحقق التواصل والنماء والتأثير الطيب في روافد الأجيال , المتدفقة إلى سوح الأمل والرجاء والصيرورة الأرقى والأقوى.
فالعبارة مترجمة للتوكل على الغيب أو الآخر , وهي العدو المتمترس في نفوسنا , ليرسم خرائط تفكيرنا وبرامج إنكساراتنا ونكساتنا , التي نحققها بإرادتنا ونتهم الآخرين بها.
فالذي لا يملك …إلا أن يسأل الرب أو يتمنى وحسب , لا يتوافق في سلوكه مع إرادة الرب ومنطلقات السماء , ونواميس الحياة ودساتير الكون ومراسيم الدوران.
إنها عبارة العاجزين الذين يتوهمون بأن الإنسان لا يسعى , وأصبحت تسود وتتصدر خطاباتنا وأحاديثنا وما يبدر منا؟!!
فالحقيقة إننا نملك الكثير , ونختزن عناصر التقدم والرقاء , ونتوهم بأننا لا نملك سوى التضرع لخالقنا , والبعض أبدلها بالتوسل للآخرين الأقوياء الذين يستثمرون في ثرواتنا , وما نمتلكه من الكنوز لصناعة المجد والقوة والإقتدار المتميز.
ونردد الحياة بلا معنى لأننا سنموت , والموت نتيجة حتمية فلا قيمة ولا فائدة من العمل والجد والإجتهاد , والبذل والعطاء والإبداع , وهذه الآلية التفكيرية تخيّم على آفاق النظر والتصوّر , وتساهم بالتعجيز والتخميل والتدمير الذاتي والموضوعي.
فقل نملك ولا تقل لا نملك يا أخي العربي , في بلادٍ كل ما فيها ثمين!!
قلْ ملكنا وعلينا أنْ نصون…..إننا نحيا بإلاّ ونكون!!