أن تحتفل المملكة الأردنية الهاشمية ، تحت قيادة ربان سفينتها ، جلالة الملك عبد الثاني ومن قبله والده المرحوم جلالة الملك حسين وجده الملك عبد الله الاول ، بعد مائة عام على تأسيسها وانطلاقتها، فذلك تاريخ يبعث على السرور والتألق، في زمن كانت هناك دول ، تحتفي بآلاف السنين، ولم يكن لها الآن مثل هذا البريق!!
العهد الملكي ، وما يزال ، هو من وضع لبنات هذه المملكة ، تحت ظل أميرها الأول الأمير عبدالله الاول، حتى تحولت عام 1921 الى إمارة ثم مملكة ، وها هو وجه الاردن ونوره البهي ، بقي مشرقا ، مزدانا بالكبرياء العربي ، يتألق في أفياء سنوات من التقدم والازدهار، حتى حظيت الان بتلك المكانة ، وترى مباهج الحياة والعمران ، وهي تحكي قصة شعب أبى ، الا أن يقارع الزمن ويشيد معالم الحضارة والتمدن، وها هي الاردن ، وعاصمتها عمان، قلعة العروبة العامرة، تتباهى بين كبرى المدن العربية ، بكل مايرفع الرأس زهوا وكبرياء!!
أجل إنها مناسبة كبرى ، وهي مئوية الاحتفال بذكرى انطلاقتها المباركة ، وهي تكاد تكون من أكبر وأجل الأعياد والمناسبات الوطنية ، التي سجلت أجمل ذكرى في تأريخ هذا الشعب العروبي الأصيل، عندما أعلن عن تشكيل إمارة الأردن في 11 نيسان عام 1921، وجرى إستقلالها عام 1946، ليصبح الأمير عبد الله الأول، ملكها وتاج إنطلاقتها في دوحتها الهاشمية المعطاء.
حدث كبير ، كان الأردنيون ، ينتظرونه بشوق كبير ولهفة، منذ سنوات، لكن مخلفات كارونا، وماحدث مؤخرا في الأردن، في قضية الأمير حمزة، التي عكرت بعض الأجواء، ربما، كانت قد تركت لدى الأردنيين إنطباعا ، بأن إحتفالهم هذه المرة، لن يكون بحجم ماكانوا يخططون له قبل أشهر، للاحتفال بهذه الذكرى الخالدة ، لكي يكون بحجم أهمية هذا الحدث، الذي يعد الأبرز في تأريخ المملكة وشعبها العروبي الأصيل ، وهي تتفيء الآن تحت ظلال جلالة ملكها عبد الله الثاني ، ومن قبله والده الملك حسين رحمه الله ، ومن قبلهما جده الأمير عبد الله الأول، حيث أشرقت في بداية العشرينات من القرن الماضي، دولة الأردن، لتكون إنطلاقة مضيئة للسلام والإستقرار وللنهوض الكبير المزدان بكل الألق العربي الزاهي الجميل ، وهي الآن محل إحترام وتقدير شعوب المنطقة وقادتها، لما لهذا البلد، الذي تكتسي معظم معالمه وعمرانه ببياضه الزاهي البهي، من مكانة كبيرة في قلوب الدول العربية والاسلامية والمجتمع الدولي أجمع.
أجل إن من حق الأردن وشعبه أن يقيم إحتفاله الكبير، ويحي هذا الشعب العروبي الغيور ، مسيرات وأناشيد العروبة ، ويقيم كرنفالات الفرح ومهرجانات الشعر، ومعالم الزينة ، بمئوية احتفالهم الكبير هذا ، ليرتقي شعبهم الى مستوى طموحات هذا البلد، الذي بقي علمه يرفرف عاليا مزهوا بالشموخ اليعربي، وهو يواصل مسيرة نهوضه، بكل إباء وشرف، الى حيث يحلم كل عربي، بان آمال العرب بإقامة دولتهم العربية الموحدة، يبقى مشروعا للأجيال العربية، لن تحيد عنه في يوم من الأيام!!
إننا إذ نشارك الإخوة الأردنيين وملكهم وقواهم السياسية إحتفالهم البهي، بهذه المناسبة الكبرى لتأسيس مملكتهم، برغم أوجاع الزمن الأغبر وظلم ذوي القربى، فإننا على ثقة أكيدة بأن الأردن، تحت قيادة ملكها جلالة الملك عبد الله الثاني ، وجيشها العروبي الأبي ، ومؤسساتها القائمة ، على خيار الدولة وإحترام المواطنة ، والحفاظ على خيار العروبة والمقدسات، لابد وأن تبقى عنوانا لكل فضيلة وموئل الشرف والنسب الهاشمي الأصيل ، الذي بقي محافظا على روحه العروبية المتدفقة أصالة ونبع تاريخ ضارب في أعماق تلك المنطقة ، التي كانت مهبط الرسالات السماوية ، وكان الأردنيون على الدوام مضيافا للعرب ، وواحة أمانهم وإستقرارهم، وما يرفع الراس عزا وكبرياء ، حيث الأعالي والقمم الشماء!!
تحية للأردن ، ملكا وشعبا وتاريخا وحضارة، إحتفالهم البهي، بمئويتهم المبجلة ، وهي من أسست لهم عام 1921 أول إمارة ، قادت مسيرة الأردن وشعبها ، نحو النجاح والتألق ، وها هي الأردن المملكة والتاريخ، تزهو بذكراها العطرة المفعمة بالعروبة والتاريخ والأصالة، وشمسها تشرق مزهوة بالقها في عالم العرب، وتبقى خيلها تصهل ، وفرسانها الصيد يذودون عن حماها، لتؤكد لهم أنها دولتهم التي يحلمون ، وهي منارة عزهم وفخارهم، وكلنا ، نحن أهل العراق، على ثقة ، بأن يوم تجاوز الأردن الشقيق لمحنته، ليس ببعيد ، بعون الله!!