18 ديسمبر، 2024 11:02 م

لا شك ان اسرائيل عبارة عن كيان غاصب, وعصابة منظمة تستحوذ على ارض ليست لها, ولا تمت باي صلة لهذه الارض, وانها –اسرائيل- شتات لميم من دول شتى تجمع لانتاج هذا التشكيل المسخ, الذي تحميه قوى الاستكبار العالمي, وتضفي عليه صفة الدولة.
اسرائيل كيان توسعي, يعتمد لتنفيذ خططه على موروث ديني وشبهة تاريخية تَدَعِي ان فلسطين وارض الشام والعراق هي اراضي يهودية, ولا بد لإسرائيل بصفتها الدولة الدينية الوحيدة الممثلة للديانة اليهودية من ان تتمدد بما يعدونه حقهم الطبيعي في استملاك اراضي الدول.
تستخدم اسرائيل اكثر الاساليب قذارة لتطويع الامم, فهي تستخدم الحرب الدموية, والحصار الاقتصادي, والحرمان السياسي لتركيع الدول, وتعمد اسرائيل في جانب اخر للعبث بأفكار وتراث وعقول وعقيدة الدول لغرض اخضاعها تحت عنوان الحرب الناعمة.
لا شك ان اسرائيل استطاعت تطويع العرب ليكونوا بيادق بيدها, وما مشروع التطبيع الا مصداق لذلك, فالإمارات والمغرب والبحرين اصبحوا رسميا وعلنا متحالفين مع اسرائيل ضد القضية الفلسطينية وضد الاسلام.
مشكلة اسرائيل الكبرى هي وجود الشيعة في المنطقة, كونهم يهددون وجودها, فمنهجية الشيعة وعقيدتهم ترفض رفضا قاطعا التعامل والتعاون مع اسرائيل بصفتها دولة, والشيعة لا يعبرون عن اسرائيل الا بالكيان الغاصب, مع الاشارة باننا نؤكد ان الشيعة ليست لديهم عداء شخصي مع اليهود بصفتهم أتباع ديانة وبصفتهم الانسانية, وانما العداء هو مع اسرائيل بصفتها كيان غاصب محتل لأراضي عربية واسلامية.
مارست اسرائيل وراعيتها امريكا اقسى انواع الحرب ضد الشيعية واماكن تواجدهم, ففي ايران كان الحصار الاقتصادي, وفي لبنان كانت المواجهة العسكرية, وفي سوريا كان الاحتلال والهجوم العسكري وانشاء الجماعات المسلحة, وفي العراق كانت الجماعات المسلحة هي سيناريوا الحرب الاسرائيلية ضد شيعة العراق.
بعد صمود الشيعة ووقفتهم البطولية بصد الهجمة الداعشية انتهجت اسرائيل وحلفاءها مبدأ الحرب الناعمة لضرب الشيعة في صميم عقيدتهم, من خلال طرح العمائم المزيفة ومن خلال اثارة الشبهات واستخدام الاعلام كوسيلة للاستخفاف بالشخصيات الشيعية عن طريق برامج السخرية الهابطة.
الامر الذي يجب ان ينتبه له الحالمون بعطف اسرائيل, والمصورين انها حمامة سلام, سوف لن يكونوا بمأمن من عداوة اسرائيل, فمتى ما رأت اسرائيل ان خطتها تحققت وما عاد نفع لأولئك الذين ساعدوها فستقوم عندها بتصفيتهم ونبذهم, لان اسرائيل ترى السيادة للعرق اليهودي على جميع الناس والشواهد كثيرة عل ذلك.