18 ديسمبر، 2024 9:05 م

في الذكرى الثامنة عشر لإحتلال العراق

في الذكرى الثامنة عشر لإحتلال العراق

في الذكرى الثامنة عشر لاحتلال العراق

أيها العراقي العزيز..مهما كان انتماؤك

يوجد وهم قد يقع فيه الكثير
وهو ان انتقاد سلطة ما وتعرية جرائمها وانتهاكاتها ضد شعبها
يوحي للسامع والقارئ ان الهدف منه مدح سلطة اخرى او تأييدها..
أقول ان النقد والاتهام لنظام البعث لا يعني اننا نؤيد النظام الحالي او نغض الطرف عن تصرفاته. هذا اولا.
ان الحروب التي خاضها النظام الصدامي تم توصيفها دولياً على انها جرائم حرب ، وجرائم إبادة ، وجرائم ضد الانسانية ، اذاً هي ليست اندفاعا مبالغا فيه كما يصفها البعض
..الامن لم يكن يتمتع به الجميع وهذا ايضا من الامور الواضحة جدا فعدد اخوانك واخواني من الكرد الفيلية الذين وجدوا أنفسهم ما بين طريد وشريد وسجين وشهيد بالآلاف ، وكم من شاب وشابة تم اعتقاله من داره او عمله ووجد بعد ذلك في مقابر جماعية.. نعم لدينا مقابر جماعية دفن فيها النظام مئات الآلاف من شعبه احياء وضرب مئات آلاف اخرين في كردستان بالكيماوي فضلا عن ظهور العصابات بين فترة وأخرى في عدد من المدن كان ظاهر جرائمها جنائي وباطنه سياسي ، فأين هو الامن الذي كان يتمتع به الجميع

لن أتطرق للطائفية لان هذا الحديث قد يزعج الكثير..

ولعمري ان لم تكن هنا طائفية دينية كما يُدّعى فلقد كانت هناك طائفية حزبية ، فالبعثيون الفاعلون والموغلون بالجريمة كان لهم الحظ الأوفى في كل شيء..

لقد قتل نظام البعث وشرد المئات بل الآلاف من الكفاءات واعدم الكثير من العلماء والأطباء ورجال الدين والمعلمين والموظفين الحكوميين فقط لانه يشك في ولائهم. أليس هذا اجتثاث وتشريد وتغييب للكفاءات؟!! ام ان عين الرضا عن كل عيب كليلةٍ..
لقد ترك نظام البعث العراق بلداً متهالكا مثقلاً بالديون مقيداً بالعقوبات يئن ابناءه من جراحات الثكل والقتل والجوع والتشريد
لا اعرف كيف يطلق على ذلك الزمن وصف (( الزمن الجميل))
على زمن لاتشم فيه الا رائحة البارود والدم ولا تسمع فيه الى عويل اليتامى وصراخ الأرامل
ثم لا ترى الا صور القائد( الضرورة) مبتهجاً بجوعك وحرمانك..
نعم اذا اردنا ان نبني هذا البلد فعلينا ان لانكتفي بلعن الماضي بل علينا الحذر من الوقوع فيه والتثقيف والتوعية لخطورة الدكتاتورية وان نكشف لأجيالنا الشابة حجم ماعانيناه في تلك الحقبة السوداء
ولكم التحية..