هذه الايام اذ تستذكر بكل الم الذكرى الأربعين لمآساة تدمي القلوب لاولئك الشباب الذين من دون ذنب قد أقترفوه قامت العصابات البعثية بقتلهم بعد عزلهم وابعادهم عن عوائلهم دون وجود اي اثر لهم و لم يزل اهلهم يعانون من استلاب أموالهم وممتلكاتهم وحقوقهم القانونية ،ان يوم الشهيد هو يوم يستذكر فيه من هم عبدوا طريق الحرية بدمائهم الزاكية ويستلهم مآثر الأوفياء منهم و ليس شعاراً فقط لأبناء الامة الفيلية ومن تربى على تراب الوطن، بل للذين تربوا على مفهوم التضحية بوحدتهم مع المكونات الاخرى منذ قديم الأزل، وإن قيم التضحية والشهادة ما هي إلا إرث حافل بالشجاعة والإقدام والذي زرعه الاباء في قلوب ألابناء وعلينا أن نكافح ونحرص على دفع هذه المسيرة والدفاع عنها بنفس الروح والشجاعة التي تحلى بها شهدائنا الابرار و أن تظل تضحياتهم أوسمة عز وكرامة وأن تظل أرواحهم مشاعل تضيء الطريق للأجيال، وسيرتهم نماذج فخر في حب الوطن والذود عنه و يتجدد الولاء دائماً في كل كلمة تقال في هذه المناسبة.
إن قضية الشهيد و الشهادة قضية قد اهتمت به الامة الفيلية بشكل احترمت مكانة التضحية والفداء وما حل بشبابهم من نكبة وبيان مظاوميتهم وأنها لا تنسى أبداً أبنائها الذين قدموا دمائهم في كلمة حق بوجه الظالم المتمثل بنظام البعث المجرم ، و ذكر أمجادهم السبيل لايقاظ الامة من الغفلة التي تقع بها بناء على اعتقاد البعض من ان الذين يقتلون في سبيل الله يصيبهم الفناء والانعدام كما يفيد لفظ الموت المقابل للحياة و هذا االغفلة لا تنسجم مع قوله تعالى بان الشهداء احياء يرزقون، وعظيم آياته ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ونيل رجالهم درجة الاستشهاد في هذا الطريق فخر و إثبات هذا الأمر من خلال المراسيم الاحتفالية والاستذكارات السنوية التي تقام تثبت بان الأمة الحية تقدس الشهيد والشهادة وتعتبرها قيمة انسانية وثقافة ربانية تفهم ان الموت قتلا في سبيل الله هو الحياة وان الحياة من دون ثقافة الشهادة هي الموت وهو أبسط أنواع عدم النكران ورد المعروف والشكر لتضحياتهم العظيمة وجودهم بالنفس ، وهو أقصى غاية الجود والكرم والعطاء الانساني النبيل ، وهو كذلك نوع من البعث والاحياء للمبادئ والاهداف السامية التي ضحوا من اجلها . ،أن طريق الاستشهاد هو الطريق الوحيد الذي يوصل الأمة إلى النصر. و قد انعكس هذا في في المقالات والكتابات التي تكتب والاشعارالتي ترتجل وتقراء لكونها لها تأثير فاعل في إيصال نداء الشهيد إلى شعبهم و الرفع من وعيهم وادراكهم وتحريك مشاعرهم للنهوض من الكبوة التي حلت بهم والتفاته كريمة ومقدره لأفراد عوائلهم،، ولمكانة الشهيد في المجتمع مكانة خاصة باعتبار كل انسان يقدم خدمة لمجتمعه وامته ، فان قيمة ومكانة ذلك الانسان تتناسب مع ما قدمه و له قيمة واثر في النفوس ، لكن لو قارنا تلك الخدمة وما يقدمه الشهيد في احياء لمجتمعه بدمه وبحياته مع ما يقدمه الآخرون في مجال الحياة الاجتماعية والاقتصادية والدينية يكشف عن عظم ما قدموا لتلك الشعوب لأنهم جادوا بأنفسهم ، فكان لهم الأثر الواضح من خلال الجانب المادي والمعنوي ، فبدمائهم تحقق الحرية والاستقلال و تنال الحقوق، وينجلي الظلم والقهر والفساد ويتحقق العدل والانصاف ، وتترسخ المثل والقيم السماوية التي تمثل القيم المطلقة،و نستلهم بالإرادة وثقة الأمة بالنفس عبر تاريخنا الحافل بدروس الشهادة والملاحم البطولية والانتصارات التي سطرها أبناء شعبنا وهم أكثر صلابة وأشد تصميما وأقوى عزيمة على التمسك بالحقوق القومية والتشبث بأرض الإباء والأجداد وبمبادئنا لندافع عنها مهما كانت الظروف والضغوط والتحديات .