قبل كل انتخابات عامة تجري في العراق نسمع الاحزاب الدينية الطائفية تتحدث عن الوطن والوطنية ومقت الطائفية والعرقية حتى يبح صوتها لأنها تعلم جيدا ان غالبية الشعب العراقي لديهم شعور وطني وقومي قوي في اللاوعي الجمعي وان هذا الشعب يمقت الاحزاب الدينية الممثلة للمذاهب والطوائف ولهذا فشلت هذه الاحزاب بأنشاء قواعد واسعة ومحترمة لها في العراق والدليل ان هذه الاحزاب تتخوف الدخول للانتخابات بأسمائها الصريحة والمعروفة بها تاريخيا وتتخفى بأسماء اخرى لتضليل الوعي الشعبي كما حدث لحزب الدعوة والمجلس الاعلى والحزب الاسلامي العراقي في الانتخابات الماضية …وهذه العزلة التي تعاني منها الاحزاب الدينية في العراق هي السبب الحقيقي للفوبيا المرضية التي تعاني منها هذه الاحزاب من العراقيين العرب الذين انتموا لحزب البعث وهم يعرفون ان حزب البعث قد دمره صدام عام 1979 وبقى هيكل عظمي فقط وتعرف هذه الاحزاب جيدا الذين اذوا الشعب هم صداميون فاشلون اخلاقيا ومهنيا يمكن فرزهم بسهولة وجرهم الى المحاكم لينالوا جزاءهم العادل مثل شاعر الزيتوني الحرامي التافه كاتب اغنية (منين طلعت الشمس …. هناك من العوجة ) والذي استقبله زعيم حزب الدعوة في مكتبه واخذ يستمع اليه كانه مفكر عظيم بينما الالاف من البعثيين الملتزمين اخلاقيا وذوي كفاءة ومهنية عالية والذين اجبروا على الانتماء للبعث بسبب التدرج الوظيفي او الاكاديمي او العسكري من اطباء ومهندسين وأساتذة جامعات واقتصاديين وضباط جيش تركض وراءهم فرق الموت لهذه الاحزاب وتم اقصائهم من كل مواقعهم بقسوة وبلا رحمة و بعد تدمير السلم العلمي والمهني والعسكري اصبحنا نرى ضابط امي عنده خدمة جهادية او ضابط مراهق برتبة عميد وعقيد ومهندس مقيم شاب بلا خبرة يشرف على مشروع بمئات ملايين الدولارات وذوي شهادات مزورة عمداء كليات ومضمدين مدراء مراكز صحية بينما ذهبت الكفاءات الحقيقية اما الى القبور او الى المهجر .. وبلا خجل كان يتساءل زعيم المجلس الاعلى على التلفاز (( لماذا الوضع الامني منهار ولماذا نحن بهذا التخلف المريع رغم الثروات الهائلة التي نملكها فهذه احد الدول على حدودنا اقتصادها يحتل المرتبة السابعة في العالم وتلك الاخرى على حدودنا تصنع مفاعلات نووية )) ويبدوا ان الد اعداء النظام الجديد في العراق هم الكفاءات الحقيقية وذوي الخبرة الحقيقية والمهنيون والدليل ان كل الذين طردهم النظام البائد من اجهزه الدولة السابقة بسبب الفساد المالي او الاداري او الاهمال يتقلدون الان مناصب عالية جدا في الوزارات المدنية والعسكرية لان هؤلاء يجيدون تقبيل الايادي والاحذية وسلعة رخيصة قابلة للبيع والشراء والعملية السياسية بأمس الحاجة لمثل هؤلاء لنستمر واقفة على اقدامها من امثال الرفيق القاضي مدحت المحمود مؤلف كتاب ( العدالة في فكر القائد ) ومبتكر الشعارات الديمقراطية مثل ( اعظم قائد لاعظم شعب ) و ( البيعة الابدية ).. بينما مرجع طبي عراقي بالقلب ترك العراق بعد 2003 واسس كلية طبية في سوريا غادر الى امريكا قبل اشهر لايسال عليه احد .. او بالعافية عليكم