يصر محللون غربيون لا ناقة ولا جمل لهم في العراق لاسنة ولا شيعة ولا عرب ولا اكراد ولا ينتمون لاي حزب عراقي وليسوا من النظام السابق او اللاحق على وصف المشهد الامني بالعراق بالمتخبط والكارثي ويرون ان التهميش احد اسباب العنف .
آراء المحليين الغربيين ليست جديدة وهناك من وصف الوضع الامني بالعراق بانه سيء ومخيف ومتدهور وتتلاحق الاوصاف كلما ازداد العنف ، مثلما تزداد التحليلات بشأن اسبابه وطرق معالجته ، وفي احدث التحليلات يرى المحلل في مجموعة “اي كي ايه” البريطانية جون دريك ان “الحكومة تفرض حاليا اجراءات أمنية قصيرة المدى وعليها ان تعتمد إستراتيجية طويلة الامد في موازاة ذلك” وان “تكسب ثقة سكان المناطق التي تشهد أسوأ المواجهات”.
ويوضح ان “جذور هذا النزاع تكمن في الشكوى الاجتماعية من التعرض للتهميش، وهذه الامور يمكن ان تحل عبر التشاور، والوساطة، وتوفير فرص العمل، وبناء الثقة، والاستثمار، وتحقيق التحسن الملموس في مستوى المعيشة”.
وهنا يعيد دريك الفكرة الى وضع حلول ليست من قلب الأزمة الامنية بل من خلال تحسين الحوار السياسي والوضع الاقتصادي وبناء فكري لإستراتيجية أمنية ، ولكن مايكل نايتس الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى يرى ان “الاستراتيجية الامنية العراقية تعتمد حاليا على الكثير من الجهود المتخبطة في محاولة للايحاء بان هناك دوما تقدم ما على هذه الجبهة”، ويضيف ” ان “الحكومة تقوم بدل ذلك بدفع السنة غير المتشددين اصلا نحو العودة الى دوامة العنف”.
وطبيعي مثل هذا الكلام قاله سياسيون عراقيون ومثقفون ومحللون وكتاب وصحفيون ولكن الحكومة لم تأخذ به على الرغم من ان اهل مكة ادرى بشعابها ، ولكن بما ان الحكومة لا تهتم بآراء الناس فمن حقنا ان نستند الى آراء محللين وصحف عالمية لعل الدولة تسمع منها ، ومما قيل وليس من باب زيادة قلق الناس وانما دق جرس الانذار قبل الكارثة ما ذكرته صحيفة لوس أنجلوس تايمز من ” أن التفجيرات أثارت المخاوف من أن تكون السيطرة الضعيفة للحكومة على الأمن في طريقها إلى الانحلال التام.” .
فيما تقول مجلة تايم الامريكية ” إن هذه التفجيرات بالأسواق والمناطق الأخرى التي يرتادها المدنيون آخر المؤشرات على التدهور السريع للوضع الأمني، في الوقت الذي تتفاقم فيه “التوترات الطائفية” بالعراق واستمرار الحرب بسوريا المجاورة.”.
فيما قالت نيويورك تايمز ” إن التفجيرات وقعت رغم تشديد إجراءات الأمن، وإنها زادت المخاوف من أن أعمال العنف تدفع إلى صراع مثل “الصراع الطائفي” الذي شهده العراق عامي 2006 و2007.”
هذه اقوال جهات دولية محايدة تثير الانتباه وتطالب بخطط وسياسات جديدة لحل الازمات الامنية ومعالجة الاوضاع قبل فوات الاوان لم يقلها عراقي ليتهمه الاخرون بتأجيج الصراع او خلق الفتنة او الانحياز لهذا وذاك ، فهل سينتبه من يهمه الامر .