عتاب معجون بالإستغراب والألم والخيبة موجه لأمير الأفراح والمسرات والشهوات ، والمحرض على المغامرات عزيزنا الشيطان .. خاب أملي فيك وأشعر بالتعجب من هروبك عني في اللحظات العاطفية المصيرية وعند منعطف الطريق مابين إصطحابها الى فراش الغرام ، ومابين إنسحابها متوارية في غياهب المجهول ، وبقي قلبي مشدودا الى تلك الفتاة التي ظل لقائي معها عذريا بسببك أيها الأمير الجميل شيطاننا الغالي الذي رفض ان يكون ثالثنا يبارك الإجتماع بها بلسماته الشيطانية السحرية ويشعل نيران الشهوة في الروحين والجسدين ويقودهما الى فراش الغرام !
ماهكذا الظن بك .. مؤسف هذا الخذلان من الشيطان وتخليه عمن يحتاجه في تلك اللحظات الحاسمة .. رغم قراءة كل تلك الطلاسم والتمتات وتلاوة طقوس المودة من الكتب الصفراء العتيقة ، وهتافات الصداقة الموجهة الى الشيطان وطلب الإغاثة منه وتقديم العون وشمولي معها أثناء اللقاء بفيض طوفان وسوسة الإغواء ، وتفجير عنفوان الشهوات ، والركوب في بحر المغامرات ، وتحطيم الروتين ، وكسر سجون إسطبل القطيع البشري !
غاب عني الشيطان في أحلك الظروف ، بعد ان آمنت بنهجه وأصبحت مقتنعا ان العقل تآمر على الإنسان وصنع له سجون الجدية والرصانة ، وحرمه من اللعب الحر في ساحات الحياة ، غاب عني بعد ان إغتسلت بمياه الفسق والمجون ، وشربت من خمر الفجور ، وتمرغت فوق بساط ريح التحرر .. ياترى هل أصابه الإنحراف وإهتدى الى الصراط المستقيم وترك أتباعه حيارى ؟
أعدني الى مملكتك أيها الرفيق العزيز الشيطان .. ضمني الى تيارك ورفاقك وتلاميذك .. وإرسل عليّ من يمطرني بوسوساتك وحكمتك الخالدة في أولوية الشهوات ، أنت السند والمنقذ من كآبة الحياة ، ودربك هو درب الخلاص الشيطاني الجميل .